عنوان الفتوى : إطلاق اللسان بالمزاح قد يجر للاستهزاء بالدين وبالله
أنا شاب ملتزم ولله الحمد، وأصلي في المسجد بانتظام، ولكن مشكلتي أنني أمزح كثيرا و قد قلت بعض الأشياء التي أخشى أن تكون كفرا و لكني لم أكن أقصد الاستهزاء بالشرع أو الدين. المرة الأولى : قلت لو أن الدنيا تسير كما يريد أبي ما أرسل الله رسلا وإنما كان يجب على الناس أن يعرفوا الله بأنفسهم و من لم يعرفه يدخل النار و ذلك لأن أبي متشدد جدا. المرة الثانية : سمعت حديثا عن النبي صلي الله عليه و سلم يقول: من حلف بالأمانة فليس منا. وعندنا قرية في الصعيد كلهم يحلفون بالأمانة- أمانة لتيجي وهكذا- فقلت إذن فهم جميعا ليسو منا وضحكت. المرة الثالثة : حكيت حكاية عن شخص جاهل من بلدنا حيث قال لزوجته لما طلبت منه أن يدعو الله عز و جل: هو ربنا ما وراهوش غيرنا. فكنت أتكلم مع ابن عم لي فقلت: على رأي اللي قال هو ربنا ما وراهوش غيرنا. وضحكت ثم أتبعت الكلمة بالاستغفار و ندمت عليها. فهل من هذه الكلمات ما يكون كفرا يستوجب الشهادتين و الاغتسال و تبين بسببه زوجتي التي لم أدخل بها ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نهنئك بما أعطاك الله من الالتزام والمواظبة على الصلاة في المسجد، ونفيدك أن المسلم يتعين عليه حفظ لسانه والبعد عن الاسترسال في العبارات التي ربما يضحك بها الشخص أصدقاءه ويهلك بها نفسه.
فالبعد عن مثل هذه العبارات متعين حتى ولو لم يصل لدرجة الكفر. فيلكن شعار المسلم وعادته دائما قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا.{الأحزاب:70}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. متفق عليه.
وأما إطلاق اللسان بالمزاح فقد يجر للاستهزاء بالدين وبالله الموقع في الكفر لقوله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ.{التوبة:65-66}.
وهذه العبارات المذكورة في السؤال لا تنبغي ويتعين البعد عنها، والتوبة منها، وأخطرها شأنا العبارة الأخيرة، فإن الله لا يشغله تدبير أمر عن أمر آخر, ولا سماع دعاء شخص عن سماع دعاء آخر.
ولكن نرجو ألا يصل الأمر لحد الارتداد فندمك ومبادرتك بالاستغفار يدل إن شاء الله على عدم قصدك لذلك.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 14172، 78602، 26193.
والله أعلم.