عنوان الفتوى : الخوض فيما لا يعني هل هو من المعاصي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قمت بالحديث في أمور لا تخصني؛ فخفت أن يصيبني مكروه، فطلبت من الله حمايتي، ولن أتكلم بعدها في تلك المواضيع، لكني أخطأت وتحدثت، فهل هذا نذر؟ وهل سيغفر الله لي؟ أفيدوني.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                     

 فلا ينبغي للمرء الخوض فيما لا يعنيه من أمور دينه, أو دنياه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. رواه الترمذي, وغيره, وصححه الشيخ الألباني.

فإذا كانت السائلة لم تتكلم بأمر محرم من غيبة, أو نميمة, أو كذب, وإنما تكلمت في أمور لا تعنيها, فقد فعلت خلاف الأفضل، لكنها لم تقع في إثم، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فإذا خاض فيما لا يعنيه، نقص من حسن إسلامه، فكان هذا عليه؛ إذ ليس من شرط ما هو عليه أن يكون مستحقًّا لعذاب جهنم، وغضب الله، بل نقص قدره، ودرجته. انتهى. وراجعي المزيد في الفتوى: 94398.

وبخصوص دعاء الله تعالى أن يحفظك، فهو أمر طيب.

وأما قولك: "ولن أتكلم بعدها في تلك المواضيع"، فليس بنذر, فإن النذر إنما ينعقد بالصيغة التي تشعر بالالتزام، كما سبق تفصيله في الفتوى: 102449.

أما قولك: "وهل سيغفر الله لي؟"، فالجواب؛ أن الكلام فيما لا يعني، ليس بمعصية تستوجب الغفران من الله تعالى، هذا فضلًا عن أن العاصي إذا تاب، وصدقت توبته، فإن الله تعالى يغفر له ذنوبه، فقد قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.

والله أعلم.