عنوان الفتوى : كيفية التوبة من الردة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

عندما كنت صغيرا ارتددت بسجودي لغير الله حمقا وغباء من نفسي، ولست متأكدا إن كان هذا قبل البلوغ مع أنه الأرجح، وعندما كبرت وأحسست بشناعة هذا اعتقد أنه يجب علي الغسل ـ ليس غسل الجنابة ـ والشهادتان والصلاة بعدهما، ولكن فيما بعد رأيت فتويين في هذا الموضوع من الشيخين الجليلين رحمهما الله ـ الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ـ فقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله إن توبة المرتد تكون بالتوبة، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إن توبة المرتد تكون بالشهادتين، احترت كثيرا في هذا علما أنني أصبحت بحمد الله إنسانا ملتزما بعد توبتي الأولى، أصلي كل صلواتي في المسجد في وقتها، إلا إذا كان عندي ظرف يمنعني، وأبدأ يومي دائما بالقرآن والأذكار بعد صلاة الفجر، وكنت مداوما على صيام الإثنين والخميس والأيام البيض، وبسبب هذه الوساوس أصبحت متهاونا وتأتيني وساوس أحيانا عندما يسألني أحدهم في الدين أو عند الصلاة أنني كافر وهذا بلا فائدة، أفيدوني بارك الله فيكم وأرجو منكم ألا تردوا علي بفتاوى فوالله إنني تعبت وتركني الكثير من أصدقائي وتراخيت كثيرا في دراستي، والأهم والأعظم من كل هذا أنني بدأت أهمل ديني وعباداتي بسبب هذا، وللأسف الشديد نسيت معظم ما حفظته من القرآن بسبب هذا، وفي النهاية أسألكم أن تهدوني إلى الحق، وأن تدعوا لي بالمغفرة فقد ظلمت نفسي ظلما كثيرا، وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فنسأل الله أن يشفيك ويعافيك من هذا الداء العضال، واعلم أن توبة من وقع في الكفر ـ والعياذ بالله ـ تكون بنطق الشهادتين والتوبة من القول أو الفعل الذي كان سببا في كفره، ولا يشترط الغسل في صحة التوبة، ولا يجب على الراجح إلا إن كان الشخص قد ارتكب حال كفره ما يوجب الغسل، وانظر الفتوى رقم: 147945.

فما دمت قد تبت من هذا الفعل الذي ذكرته فأنت الآن مسلم ـ والحمد لله ـ وسواء كان ما فعلته قبل البلوغ أو بعده فما دمت قد تبت إلى ربك، واستقمت على طاعته فلا تفكر في هذا الأمر ولا تُعِرْه اهتماما، وعليك أن تجاهد نفسك في الإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها بالمرة، فإنما هي من كيد الشيطان لك ومكره بك يريد بها أن يصدك عما ينفعك ويحول بينك وبين مصالحك، وأقبل على شأنك مجتهدا في دراستك وأكثر من الطاعات، واطرد عنك تلك الأوهام والخواطر التي يلقيها الشيطان في قلبك، واعلم أنك على خير عظيم ما دمت تجاهد هذه الوساوس وتسعى في التخلص منها، وأن هذه الوساوس لا تضرك ولا تؤثر في صحة إيمانك ما دمت كارها لها نافرا منها، وانظر الفتوى رقم: 147101، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
مذهب ابن تيمية في نكاح زوجة المرتد
لو أسرّ شخص أمرَ ردّته لآخر، فهل يجوز له إخبار أهل المرتد بذلك؟
فتاوى في أحكام من سب الدين
هل يقام الحد على الصبي المميز إذا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟
محل وجوب الإقرار اللفظي من المرتد في توبته
هل يجب إخبار الزوجة بالردة والرجوع إلى الإسلام؟
هل من تعارض بين عدم إهلاك الله لإبليس والحكم على المرتد بالقتل؟
مذهب ابن تيمية في نكاح زوجة المرتد
لو أسرّ شخص أمرَ ردّته لآخر، فهل يجوز له إخبار أهل المرتد بذلك؟
فتاوى في أحكام من سب الدين
هل يقام الحد على الصبي المميز إذا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟
محل وجوب الإقرار اللفظي من المرتد في توبته
هل يجب إخبار الزوجة بالردة والرجوع إلى الإسلام؟
هل من تعارض بين عدم إهلاك الله لإبليس والحكم على المرتد بالقتل؟