عنوان الفتوى : حكم فك السحر بالسحر للضرورة، والاستعانة بالجن فيما ليس فيه شرك
سؤالي عن روحاني يستخدم الجن المسلم، وإذا قلتم كيف تعلمون صلاح هذا المستعين بالجن المسلم؟ فسأقول من مواضيعه الكثيرة وإلا لم أكترث لتنسيقها، فكلها استعينوا بالله، وكلها اقرأوا واقرؤوا الأذكار، وكلها رددوا هذه الآية أكثر من مرة فلها أثر عجيب، ثم مواضيع خاصة لمن يستخدم الجن المسلم، اقرأ هذه الآية وهذا الذكر، ويكون بلغة عربية ودعاء الله وحده لا شريك له، وقد يذكرون أسماء عربية لملوك جن مسلمين في كيفية معاونتها لا الاستغاثة أو التعوذ بها أو تعظيمها! وفي كل موضوع يا عباد الله اعلموا أن النافع الضار هو الله وحده، فلم أجد كلاما غير مفهوم أو شركا بالله تعالى، بل كله ذكر، خصوصاً أنني قرأت في أحد ردوده القديمة أن الله سخر له الجن المسلم ثم خاف أن يفتن حتى قرأ فتوى لابن عثيمين اطمأن لها، والموقع غير ربحي، بل بعضهم على قدر حاله! وبعضهم يعتقد بطاقة الأحجار الكريمة للسبحة وطاقتها باللمس ويعتقدون في علوم القرآن وأسراره بالطاقة الشفائية ـ ذكر في ذكر، وبأعداد كثيرة ـ والعلاج عندهم متنوع ولكن له طريقته، ومثال لما سمعته يقرأ القرآن والتعوذات النبوية ويقول يا خدام الآية، ومن الممكن أن يذكر اسما واحدا عربيا، ومن الممكن أن يذكر بقوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ـ ساعدوا وأخرجو بإذن لله وبأمر لله تعالى، والكلام عربي مفهوم، وطلبات المشايخ المستعينين بالجن المسلم .. عادية جداً ـ استغفري كثيراً لعل الله أن يفرج عنك.. استعيني بالله وأكثري الدعوات.. اقرئي آية أو سورة كذا.. وغيرها من الطرق المشروعة وامرأة الأب خبيرة في السحر وتجدده بطريقة جنونية ـ اللهم اكفنا إياها بما شئت ـ إما في مقبرة أو بئر أو سحر موجود في البحر .. بالأمراض والعاهات والعمليات والصراخ العالي والبكاء وتعطيل الدراسة والعمل والتفريق والتشكيك في العقيدة بأفكار إلحادية وعمل حركات جنونية حين الصلاة والانحباس عن العالم الخارجي .. والبعد عن ذكر لله وسوداوية الحياة.. مع العلم أننا نعمل الأسباب وذهبنا إلى عدد مشايخ منذ سنوات ونسترقي بإذن لله وندعو الله بكثرة إلى أن دعوت الله وقت المطر واستخرت ووقعت على هذا الموقع، لأن الأمر وصل بعمل شيء يوحي أن الشخص مجنون أو فيه حالة نفسية وهو مصاب بتسلط خبيث كما اتضح لي في كشف الحالة وحسبنا الله ونعم الوكيل..فما هو حكم إتيان من تبين صلاحه مثل هذا الشيخ في الحالات الضرورية والقصوى لدرجة تعطيل مصالح الشخص وتمني الموت؟! خاصة لمن كان سحره يتجدد بطريقة مجنونة وصعب أن يستخرج عن طريق قدرة الآدمي، ويجب عمل السبب الأقوى، لأن لديهم قدرات كما لدينا نحن وتكون بإذن لله تعالى، وقبل ذلك قرأت فتاوى الاستعانة بالجن المسلم وأن علة من منعوها هو سد ذريعة الاستعانة المباحة إلى الاستعاذة المحرمة التي لا تنبغي إلا لله تعالى، فالأسلم تركها، لأنه قد يفتن صاحبه، وبعضهم حللها بشروط، لكنني أريد التسبب فقط بعد عمل الكثير من الأسباب وليست نيتي سلوك منهجهم سدا لهذا الباب، لأنه من الممكن أن يكون عندهم علوم باطنية وشطحات، لكن لا يجوز لي اتهامهم، لأن الواضح هو توحيد الله تعالى وصفاء النية وبكلام عربي مفهوم، ولا تعظيم لمن معهم والعياذ بالله، فالشيخ يذكرني دائماً بالله تعالى.. والأمر الآخر: قرأت أقوال بعض أهل العلم وإن كان قولاً مرجوحاً بجواز فك السحر بالسحر حين الضرورة القصوى، ولكن ما اتفقوا عليه هو جواز النشرة إن كانت بكلام مباح، لذلك سؤالي بالضبط هو: كيف إذا كان بكلام مفهوم كما ذكرت.. واستعانة بالجن المسلم بأمر لله تعالى لأن المسألة خلافية.. ولم يلجأ إليها الإنسان إلا حين الضرورة القصوى بعد عمل جميع الأسباب؟ وما حكم الاضطرار للحفاظ على العقل والدين والنفس؟!! دون الاعتقاد بشطحاتهم لو وجدت، أنا مطمئنة بعد الدعاء والاستخارة، لكنني أريد أن يطمئن قلبي أكثر، مع مراعاة الخلاف والاضطرار القوي والسحر بنوعه وقوته ومكانه، فإن منه ما يمرض لدرجة الموت البطيء، ومنه ما يسبب الجنون ويدخل في عقائد صاحبه أو يخرب عليه العبادات خاصة الصلوات الخمس، لذلك لا بد من مقياس الحفاظ على الدين والنفس والعقل ومن حوله من الآخرين .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم. 1ـ لما خاف أن تخف عباداته في سحر التخييل. 2ـ دعا ربه بإبطال السحر.. 3ـ ورقاه ملك عظيم هو جبريل عليه السلام. 4ـ ورؤيا النبي صادقة دلت على مكان سحره. 5ـ واستخرج السحر وفكه بأمر الله تعالى. وقرأت قصة عائشة ـ رضي الله عنها ـ وأنها مرضت، فدخل عليها سندي، فقال: إنك مطبوبة، فقالت: من طبني؟ قال: امرأة من نعتها كذا وكذاـ وقد بال في حجرها صبي، وجزاك الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام هذا الشخص يخاطب الجن بما فيه استعانة بهم وذكر لملوكهم ويزعم أن للسور خداما، فهذا يدل على أنه مشعوذ، وأما أصل مسألة الاستعانة بالجن فيما يقدر عليه المخلوق عادة: فقد اختلف فيها، وكثير من العلماء على المنع منها، وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 137740، ورقم: 7369.
وأما اعتقاده أن للسور خداما: فهو اعتقاد باطل لا دليل عليه، وهو من الأمورالشائعة عند المشعوذين، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 187787.
وأما ما ذكرت من الضرورة: فإن للضرورة أحكامها، وقد يرخص في بعض المحرمات لأجلها، فقد رخص بعض الحنابلة في حل السحر بالسحر للضرورة، كما قال الحجاوي في الإقناع: وإن كان ـ يعني حل السحر ـ بشيء من السحر، فقد توقف فيه أحمد، والمذهب جوازه ضرورة. اهـ.
وإذا جوز بعضهم الحل للسحر بالسحر الذي هو كفر فيجوز من باب أولى الاستعانة بالجن فيما ليس فيه شرك.
ولكننا ننصحكم بالتحصن بالتحصينات الربانية، والمواظبة على قراءة البقرة دائما وما تيسر من الرقية الشرعية، وسيحقق الله لكم السلامة والعافية من السحر, وفي حديث مسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة.
والبطلة السحرة.
والله أعلم.