عنوان الفتوى : حكم التظاهر المنضبط في غاياته وسلوكه
خطيبي يتهم الشيوخ والعلماء الذين يجيزون المظاهرات والأحزاب بالابتداع، وعندما قلت له إن هذا من الطعن في العلماء ولا يجوز، قال إن الواجب التحذير من البدع وأنه يتكلم عن الأفعال وليس عن الأشخاص، فكيف أرد عليه؟ وبماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان حكم تنظيم المظاهرات والاشتراك فيها، في الفتويين: 5843 // 151137.
كما سبق لنا حكم إنشاء الأحزاب السياسية في ما أحيل عليه في الفتوى رقم: 197961.
ومنها يُعرَف خطأ الحكم بالابتداع المطلق على من يجيز التظاهر المنضبط في غايته وسلوكه ومؤدَّاه من حيث جلب المصلحة ودفع المفسدة، وعلى من ينخرط في حزب سياسي متمسك بالشريعة قائم على الحق والعدل، ويزداد الأمر سوءا إذا اتخذ ذلك سببا للطعن ومعاداة للمسلمين، فإذا كان ذلك تحت مسمى النهي عن المنكر والتحذير من البدع فتلك ظلمات بعضها فوق بعض!! وننصح السائلة بالرجوع إلى النصيحة الذهبية للشيخ العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ المتعلقة بالطعن في أهل العلم، وهي في الفتوى رقم: 18788. ولكلام الشيخ ابن عثيمين في الفتوى رقم: 198451، وتجدين فيها إحالات على بعض الفتوى لبيان الرؤية الشرعية للتعامل مع أخطاء العلماء والدعاة إن وجدت.
ويمكن كذلك الاستفادة من رسالة: تصنيف الناس بين الظن واليقين ـ للشيخ بكر أبوزيد، وكتاب: الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام ـ للشيخ محمد إسماعيل. والله أعلم.