عنوان الفتوى : حكم علاج المس بالبخور والحجاب وورقة تنقع ويغتسل بمائها
أنا شاب متزوج منذ عامين ولم يرزقني الله أطفالا حتى الآن، وزوجتي لديها بطانة رحم مهاجرة، وبعد عدة محاولات نصحني أحد الإخوة بزيارة أحد الشيوخ للسؤال عن حالتي، فقال لي هذا الشيخ إنك مصاب بمس شيطاني وكأن علاجه عبارة عن بخور وحجاب وورقة تنقع بماء ومن ثم اغتسل بها وأشرب منها أنا وزوجتي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج عليك في الذهاب إلى من يرقي بالرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية تشرع المعالجة بها ولو لم يكن الإنسان متأكدا من إصابته بالمس وغيره، وأما ما ذكرته عن هذا الرجل، فإن استعمال البخور في الرقى من طقوس المشعوذين، وراجع في شأن البخور الفتويين رقم: 130639، ورقم: 188083.
وأما الحجاب والورقة: فلا بد من معرفة المكتوب هل هو من القرآن أو الأدعية النبوية أو غيرها من الأدعية التي يعرف معناها؟ فإن كان كذلك فلا حرج في غسله والشرب والاغتسال منه، وأما الرقية بما لا يفهم معناه، فلا تجوز، لأنه يخاف أن يشتمل على بعض رقى أهل الشرك، ففي صحيح مسلم عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: نقلوا الإجماع على جواز الرقى بالآيات، وأذكار الله تعالى، قال المازري: جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله أو بذكره، ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية، أو بما لا يُدرَى معناه، لجواز أن يكون فيه كفر... اهـ.
وقد فصلنا القول في ذلك في عدة فتاوى، وتراجع فيها الفتاوى التالية أرقامها: 45956، 54002، 56219.
والله أعلم.