عنوان الفتوى : شروط قيام المرأة بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كيف أدعو إلى الله في مدرسة أهلها غير ملتزمين، وأسرة غير ملتزمة، وعائلة غير ملتزمة؟ أرى المنكر ولا أستطيع إنكاره، لأنه ليست عندي مهارة التحدث بسبب شعوري بغربتي بين كل هؤلاء، ولأنني منتقبة أشعر بأنني غريبة جدا بين كل الناس، وليست عندي صحبة صالحة منذ التزامي وخاصة ارتدائي للنقاب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم مطالب بإنكار المنكر حسب قدرته، والمرأة كما الرجل مطالبة بذلك، لعموم الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
وقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ .. {التوبة:71}.
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضوابط تجب مراعاتها، وقد أوضحناها بالفتويين رقم: 36372، ورقم: 9358.
والنقاب لا يمنع القيام بهذه الفريضة، ولكن الواجب مراعاة الضوابط الشرعية من الأدب والحشمة والحياء عند الحديث مع الرجال والإنكار عليهم، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 8136.
فابذلي جهدك في تعلم العلم والدعوة إلى الله على بصيرة، فذلك سبيل أهل الفلاح، قال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ـ رضي الله عنه ـ عندما بعثه إلى خيبر: ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 158317.
والله أعلم.