عنوان الفتوى : حكم تسخير الجن عن طريق الأوراد
هل يجوز تسخير الجن عن طريق الأوراد - كقراءة آية الكرسي بآلاف المرات -؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقراءة سور أو آيات معينة من القرآن بأعداد معينة لتحصيل فوائد معينة، يدخل في دائرة البدع، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 54397.
قال الشيخ الدكتور بكر أبوزيد في كتابه بدع القراء: من البدع التخصيص بلا دليل بقراءة آية، أو سورة في زمان، أو مكان، أو لحاجة من الحاجات. اهـ.
ويتأكد هذا إذا كان مصدر المعلومة: كتب الشعوذة والسحر والروحانيات، ككتاب: شمس العلوم, وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 65741، 23784، 23230، 167039.
وراجع في حكم الاستعانة بالجن الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 7529، 111339، 105928.
ومن باب الفائدة ننقل ما ذكره ابن النديم في الفهرست في الباب المحتوي على أخبار المعزمين والمشعبذين والسحرة وأصحاب النيرنجيات (النِّيرَنْجُ: تشبيه وتلبيس قريب من السحر) والحيل والطلسمات، قال: زعم المعزمون والسحرة أن الشياطين والجن والأرواح تطيعهم وتخدمهم, وتتصرف بين أمرهم ونهيهم، فأما المعزمون ممن ينتحل الشرائع فزعموا أن ذلك يكون بطاعة الله جل اسمه, والابتهال إليه, والإقسام على الأرواح والشياطين به, وترك الشهوات ولزوم العبادات، وأن الجن والشياطين يطيعونهم: إما طاعة لله جل اسمه لأجل الإقسام به، وإما مخافة منه تبارك وتعالى، ولأن في خاصية أسمائه - تقدست - وذكره - علا وجلَّ - قمعهم وإذلالهم. اهـ.
ثم ذكر بعد ذلك من المعزمين الذين يعملون بأسماء الله جل اسمه: عبد الله بن هلال, وغيره, وقال: هؤلاء يعملون بالطريقة المحمودة, ولهم أفعال جليلة وأعمال نبيلة. اهـ.
وهذا الزعم لا يصح؛ ولذلك لما نقل الشبلي كلام ابن النديم في كتاب آكام المرجان في أحكام الجان قال: هذا الذي قاله النديم من أن عبد الله بن هلال كان يعمل بالطريقة المحمودة غير صحيح، فقد كان عبد الله بن هلال رجلًا فاجرًا زنديقًا يترك الصلاة تقربًا إلى إبليس - لعنهما الله تعالى - ويأمر الشياطين فتلعب ببني آدم، ويجمع بين الرجال والنساء في الحرام. اهـ.
والله أعلم.