عنوان الفتوى : الذهاب لمن يقومون بحل السحر
نحن نعلم جيداً أن هناك حسدا وهناك سحرا مذكورين في القرآن الكريم، ولكني أريد معرفة الحدود التى يلجأ لها المسلم كسبب لفك هذا السحر لأن كل شيء بأمر الله وأي وسيلة ما هي الأسباب، فأنا كذلك أعلم جيدا حرمانية الذهاب إلى السحرة ولكن ماذا عن الشيوخ الذين يقومون بفك السحر والمسمى فى زماننا هذا بالأعمال؟
خلاصة الفتوى:
القرآن وخاصة المعوذتين وآية الكرسي وآيات السحر وسورة الفاتحة والبقرة والأذكار الشرعية والأدعية النبوية هي العلاج المشروع للسحر، ولا يجوز اللجوء إلى السحرة والمشعوذين بأي حال.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز حل السحر بمثله، فعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال: هي من عمل الشيطان. رواه أحمد بإسناد جيد. كما لا يجوز الذهاب للسحرة والمشعوذين كالعراف والكاهن ولو لمجرد السؤال عن الداء أو السحر ونحو ذلك، كما لا يجوز العلاج بتسخير الجن ولو قيل إنه من الجن المسلم.
وأما العلاج بالرقية الشرعية التي يفعلها الشخص نفسه أو يفعلها له من يوثق بدينه وورعه فهي جائزة، وقد أوضح ابن القيم رحمه الله هذه القضية أحسن إيضاح فقال: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن البصري: لا يحل السحر إلا ساحر، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
الثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدعية والدعوات المباحة فهذا جائز. انتهى.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في إذهاب ذلك، وهما: المعوذتان، وفي الحديث: لم يتعوذ بمثلهما. وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشياطين. انتهى.
كما ورد عن بعض السلف استعمال الآيات التي يذكر فيها إبطال السحر كقوله تعالى: فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ* وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ {يونس:82}، وقوله تعالى: فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ.... برب العالمين {الأعراف:118-119-120-121}، وقوله تعالى: وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى {طه:69}، وكذلك من المشروع للمسحور وغيره التحصن بالأذكار المشروعة كأذكار الصباح والمساء والمحافظة على الوضوء وقراءة سورة الفاتحة والبقرة وغيرهما، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {الإسراء:82}، وللمزيد من الفائدة راجع في ذلك الفتوى رقم: 10981، والفتوى رقم: 2244.
والله أعلم.