عنوان الفتوى : إتلاف المحاصيل احتجاجا على سياسة الدولة
ما حكم قيام بعض المزارعين بإلقاء محصودهم - سواء كان فواكه أو خضروات - في الشارع؛ للاحتجاج على سياسة الدولة في استيراد نفس المنتجات من بلاد أخرى؛ مما يدني سعر محصودهم؟ فهل يجوز للمزارعين فعل ذلك شرعًا للاعتراض والاحتجاج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي غير هذا الأسلوب من الاحتجاجات المشروعة متسع لهؤلاء المزارعين .
أما إتلاف محاصيلهم: فلا يجوز لهم فعله؛ لما فيه من جحود النعمة، والإفساد، وإضاعة المال، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال، ففي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.
قال النووي: إضاعة المال هو صرفه في غير وجوهه الشرعية, وتعريضه للتلف، وسبب النهي أنه إفساد، والله لا يحب المفسدين، ولأنه إذا أضاع ماله تعرض لما في أيدي الناس. اهـ.
وقال ابن حجر: الأكثر حملوه على الإسراف في الإنفاق، وقيده بعضهم بالإنفاق في الحرام, والأقوى أنه ما أنفق في غير وجهه المأذون فيه شرعًا - سواء كانت دينية أو دنيوية - فمنع منه؛ لأن الله تعالى جعل المال قيامًا لمصالح العباد، وفي تبذيرها تفويت تلك المصالح، إما في حق مضيعها, وإما في حق غيره. اهـ.
والله أعلم.