عنوان الفتوى : أحكام من وقع في الفاحشة وتاب منها
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، لقد ابتليت بممارسة اللواط مع أكثر من 11 شخصا، فيهم من فعلت به وفعل بي، ومنهم من فعل بي فقط، ومنهم من فعلت به فقط، وكان هذا الشيء عندي عاديا، وكنت أفعل العادة السريّة، وأشاهدة الأفلام. والآن منذ ما يقارب 4 سنوات لم أفعله، ولقد تبت إلى الله من اللواط، ونويت عدم الرجوع إليه، والآن الحمد لله محافظ على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، وصيام الاثنين والخميس، وصلاة الليل، لكن أنا أخاف أن أولئك الأشخاص لا يسترون علي، ويخبرون أصدقاءهم بالمعصية، ويعلم أهلي بذلك. وأنا الآن أعيش في حالة كبت، وضيق صدر، وقلق من الذي فعلته، وأسال نفسي لماذا فعلت ذلك!سؤالي: هل تقبل توبتي؟ وهل يجب عليّ الذهاب إليهم وطلب السماح أم أتركهم؟ وهل يجب عليّ إقامة الحد أم التوبة تكفي؟ وإذا مت وأنا على توبة هل سوف يعذبني الله على ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك من هذا الإثم الشنيع والمنكر الفظيع، واعلم -غفر الله لك- أنك لو تبت إلى ربك تعالى توبة صادقة نصوحا فإنها تمحو بإذن الله ما كان من إثم مهما كان ذنبك عظيما؛ قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فأبشر وقر عينا بتوبة الله عليك، واعلم أنك لو مت وأنت تائب إلى الله لم يضرك ما ارتكبته من قبل من الذنوب، ولا يلزمك أن تذهب لهؤلاء الناس وتستحلهم، بل عليك أن تجانبهم وتعرض عن صحبتهم أو التعرض للقائهم؛ لئلا يجروك إلى هذا المنكر الشنيع مرة أخرى، وتوبتك كافية في تكفير ذنبك، فلا يلزم أن يقام عليك الحد، بل عليك أن تستتر بستر الله، وأن تقبل عافية الله، وأن تجتهد في الاستغفار وفعل الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
وأما خوفك من الفضيحة فأمر لا ينبغي، بل توكل على الله وعلق قلبك به، واعلم أنه سبحانه ما كان ليخذلك ويفضحك وقد تبت وأنبت إليه، وانظر الفتوى رقم: 121516 ورقم: 140403.
والله أعلم.