عنوان الفتوى : يكن همك الصدق مع الله والتوبة النصوح
لو سمحتم تساعدوني، لي صديق غره أحد رفاق السوء إلى اللواط وعمره 16 سنة والآن عمره 22سنة وهو تاب إلى الله ولكن لديه مشكلة وهي أن بعض الناس يعرف هذه القصة، وبدأ كل ما يتكلم معه أحد يظن أنه يعرف القصة، ماذا يفعل وما حكم التكلم معه ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على هذا الشخص هو الثبات على طريق التوبة إلى الله جل وعلا, وأن يكثر من الأعمال الصالحة المكفرة, ولا يضره بعد ذلك ظن الناس به ولا كلامهم عنه, فإن الناس لا يقدمون ولا يؤخرون ولا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض والله سبحانه هو الآخذ بنواصيهم, فليجعل هذا الرجل محل نظره إلى ما يوصله إلى رضوان الله ومغفرته, ثم ليسع جاهدا إلى تكميل شعب الإيمان فإن الله سبحانه قد وعد أهل الإيمان بأن يجعل لهم ودا في قلوب عباده الصالحين, قال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا {مريم: 96}, قال ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي الأعمال التي ترضي الله، عز وجل، لمتابعتها الشريعة المحمدية -يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه. وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه.. ثم ذكر رحمه الله حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: يا جبريل، إني أحب فلانا فأحبه. قال: فيحبه جبريل. قال: ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا. قال: فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. انتهى
وتأمل رحمك الله حال الصحابي الجليل ماعز رضي الله عنه وقد وقع في جريمة الزنا وعلم بذلك أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكنه لما صدق في توبته ورجوعه إلى الله جل وعلا وجعل الله قصته مثلا يضرب في الصدق مع الله والتوبة النصوح, وصار رضي الله عنه يذكر لا بمعصيته ولكن بالثناء عليه بصدق التوبة والإخلاص فيها.
أما حكم هذا الرجل ومعاملته فيعامل مثله كمثل سائر الناس ولا يستقيم أن تظل هذه المعصية تلاحقه طول عمره بعد أن تاب وأناب.
والله أعلم.