عنوان الفتوى : الحرص على التعلم من روافد الدعوة والداعية
أشكركم على جهودكم في هذا الموقع، وأدعو لكم بالتوفيق. أنا طالب في جامعة مختلطة، وقد تبت إلى الله تعالى في رمضان الذي فات، والحمد لله أنا الآن متدين، ومتمسك بالإسلام ولله الحمد والشكر. ولقد تعرفت منذ فترة قليلة على بيئة فيها كل الخير في حيِنا، وهذه البيئة زاد إيماني فيها، وهي التي جعلتني أتوب من جميع المعاصي. وفي هذه البيئة تعرفت إلى مجالات الدعوة، وأنا الآن أخرج مع بعض الإخوة إلى بيوت المسلمين وندعوهم، ونذكرهم بالإسلام. ولدينا مجالس نتشاور فيها، وأماكن نزورها لنذكر الناس بالله تعالى. وهؤلاء الإخوة قد خرجوا لتعلم الدعوة في بلاد المسلمين. مشكلتي هي أنني أستطيع الرجوع إلى السعودية، وأدرس فيها الجامعة، علما أني أملك إقامة سعودية. لكن جهد الدعوة سوف يصبح محدودا جدا، وسوف يقل إيماني. فهل هو واجب علي أن ألتحق بالجامعة غير المختلطة وأخذ الاختيار الحلال أو أصبر وأجتهد في الدعوة في بلدي، علما بأن الجامعة فيها مسجد والبيئة فيها ليست بسيئة، ويوجد فيها كثير من المتدينين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله تعالى الذي منَّ عليك بالتوبة، وبصَّرك بطريق الهداية مِن قبل أن يدهَمَك الموت وأنت مقيم على معصية الله تعالى؛ وطالع طائفة من وسائل الاستقامة على طريق الخير في الفتويين: 15219 / 63869.
هذا، والرأي عندنا هو أن تترك الدراسة في هذه الجامعة المختلطة، وأن تنتقل للدراسة في السعودية، وانظر الفتويين: 5310/ 44085.
وإذا انتقلت للعيش في السعودية لإكمال دراستك الجامعية بها، فإن الله تعالى سيعوضك عن تلك الصحبة المؤمنة التي ارتبطت بها في بلدك؛ فالشباب المتمسكون بدينهم كثر - لله الحمد - في تلك البلاد، سواء أكانوا من رواد المساجد، أم الجمعيات الخيرية الدعوية، أم جمعيات تحفيظ القرآن.
واستَفِد من بقائك في تلك البلاد في تحصيل العلم النافع، فإن طلب العلم من أفضل ما يُتقَربُ به إلى الله تعالى، وهو أيضًا من أعظم أسباب الاستقامة والهداية، ثم إنك إذا عُدت إلى بلدك وقد حملْت الشيء الكثير من العلم، عَظُمَ انتفاعُ إخوانك بك إذا شاركتهم في الدعوة إلى الله تعالى؛ وانظر الفتويين: 24578 / 59868.
والله أعلم.