عنوان الفتوى : الشبكة الإسلامية من أهدافها تكوين شخصية المسلم المعاصر
الإخوة العاملون في موقع إسلام ويب شكر الله لكم جهودكم في هذا الموقع وملحقاته التي تقدم الغالي والنفيس لخدمة الإسلام والمسلمين بلا أدنى مقابل. لا حرمتم الأجر من الله، والله إنني قد وضعت قلبي بين صفحات موقعكم، فلا مفاصلة في فتوى أنتم مصدرها، أو مقالات أنتم من حررها، وأرجو أن يبقى هذا الموقع هو المصدر الإسلامي السني الصحيح الخالي من الوشاوش والقلاقل. أما بعد: نظرا لأهمية السياسة في يومنا هذا، وكثرة تفرعاتها وأحزابها، والمصادر التي تكتب عنها، والاختلاف بين مؤيد ومناصر لحركة ما أو لحزب ما، فإنا نرجو من الله ثم منكم أن تهيئوا لنا البيئة المحفوظة لنقرأ ونتثقف في السياسة وتاريخها إلى يومنا هذا، وأن يخصص كل حزب بمقال، وكل شخصية سياسية مشهورة بمقال. فلم يعد لدينا مصادر نظيفة نأخذ منها هذه المعلومات التي يبحث عنها الكثير من الشباب. وكما تعلمون أن الفتنة اليوم ليست كالأمس فمن رأى وجوه من يدعون الإسلام ويدعون الخلافة الإسلامية والجهاد فإن الشاب رقيق القلب سيحكم بمظاهرهم، ولو ترون ما يكتبه الشباب في اليوتيوب من تعليقات على مقاطعهم بالدعوة لهم بالنصر وأنهم سيحققون الوحدة للمسلمين. آمل أن نجد ذلك عاجلا فنحن أحوج ما نكون للتاريخ السياسي في ظل هذا التيار من الفتنة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حُسن ظنك بموقعنا (إسلام ويب) وثقتك بالمادة العلمية المعروضة فيه.
هذا، وإن الجوانب المعرفية التي تهم المسلم وتساهم في تكوين شخصيته وتحديد هُويته في واقعنا المعاصر كثيرة ومتنوعة، ولا يستطيع أن يقدمها موقع واحد استقلالاً، وهذا يُحتم السعي للتكامل بين المواقع الإسلامية للوصول إلى الجودة، وإتقان العمل احترامًا لعقلية زوار المواقع الإسلامية.
ولا يخفى على شريف علمك أن موقعنا قد حمل على عاتقه مهمة إفتاء الناس، وإسعافهم بحل مشكلاتهم الآنية في العبادات والمعاملات وفقه الأسرة، وذلك من خلال (مركز الفتوى)، ومع ذلك فإنه مشارك في جوانب أخرى من جوانب المعرفة، والأمر الذي طلبته وهو الكتابة عن الأحزاب والأفكار والشخصيات وتقويمها، ووزنها بميزان الإسلام، يعتبر خارجًا عن مهمتنا التي نذرنا أنفسنا لأجلها في مركز الفتوى بإسلام ويب.
والنصيحة التي نستطيع أن نقدمها لك لمعرفة الموقف الشرعي من الأحداث السياسية، وما تقوم به الجماعات المختلفة، هي أن تتابع البيانات الصادرة عن المجامع الفقهية، والهيئات العلمية الموثوق بها، كما يمكن الاطلاع على ما يكتبه الثقات من الدعاة والمصلحين في المواقع الإسلامية المتخصصة في الشأن الإسلامي العام.
والله أعلم.