عنوان الفتوى : وسائل الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم
كما تعرفون قام بعض النصارى في أمريكا بإنتاج فيلم مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وأول شيء أسأل عنه هو: ما هو واجبنا نحو نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل فقط المقاطعة أم ماذا؟ ثانياً: الكثير الآن ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي شبهات النصارى كرد على ما فعله هؤلاء الأنجاس من إهانة للرسول صلى الله عليه وسلم، فقمت بنشر واحدة منها، ولي صديق مسيحي هو زميلي في الدراسة وهو معتدل ولا أعتقد أنه يرضى بإهانة الرسول والمسلمين فرأى هذا المنشور فغضب وقال لي ماذا تعني بهذا فاعتذرت له وقلت له إنني لم أكن أعلم أنه سيتضايق من وضع هذا المنشور وقمت بإزالته، وبعد أن أزلته أحسست أنني اقترفت ذنباً وبقيت مكتئباً لا أدري هل أنا بذلك خنت الرسول وتوددت لصديقي النصراني، فأخبروني هل احتراما له لا أنشر أشياء عن دينه ما دامت تغضبه؟ أم أنشرها لبقية أصدقائي وأحجبها عنه؟ أم لا أبالي بردة فعله مع أنني خجول وقد أحاول إرضاءه لأنه صديقي؟ وهل استخدام حسابي على الفيسبوك في هذه الأشياء تجوز أم تجب الدعوة للدين في أماكن مخصصة لذلك؟ وآسف على الإطالة وأتمنى أن تردوا علي سريعاً وجزاكم الله خيراً، ويعلم الله كم استفدت من موقعكم الجميل هذا وأتمنى أن تدلوني على أسماء كتب لضوابط معاملة أهل الكتاب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدفاع عن الإسلام وعن نبيه صلى الله عليه وسلم واجب كل مسلم، روى مسلم من حديث تميم الداري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
قال النووي في شرحه للحديث: وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيا وميتا، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته ونشر شريعته ونفي التهمة عنها...
والمقاطعة المؤثرة من جملة هذه الوسائل، وأنت إنما تكلف من ذلك ما تستطيع، قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. وقال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}.
وأما عن كيفية نشر هذه الردود، فيمكنك إنشاء موقع خاص لذلك، أو نشرها عبر البريد، أو مراسلة المواقع المعنية بالرد على شبهات النصارى.
وأما مصاحبة أمثال هؤلاء: فإنها في غاية الخطورة والأصل في ذلك الحظر، فإن الطبع لص، والصاحب ساحب، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتحرى في اختيار الصحبة، ونهانا صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة غير المؤمنين، ومخالطة غير المتقين، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواهما أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنهما الألباني.
وانظر فتوانا رقم: 132886.
وعليك أخي أن تستغفر الله تعالى مما قمت به، وإياك أن تداهن في دينك أو تجامل في عقيدتك أو في الحق الذي تحمله وتتبعه أي أحد من الخلق كائنا من كان، وعليك أن تنشر شبهات الباطل ودحضها والرد عليها مهما كانت، رضي من رضي وسخط من سخط، لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أمر الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل: 125}.
وراجع فتوانا رقم: 114565.
وراجع أيضا الفتوى رقم: 97802، للفائدة.
والله أعلم.