أرشيف المقالات

إن هذا لشيء عجاب - ملفات متنوعة

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .

وأخرج من ذهول إلى ذهول ..
ولا أكاد أصدق ما أرى ، وتتصارع الأفكار في رأسي ثم أسقط في مكاني وأتحول إلى علامة استفهام مرة ، وعلامة تعجب مرة ثانية ، وعلامة خطأ مرة ثالثة ، وبعد ساعات أفيق من غيبوبتي أتحسس جسدي كما أتحسس الواقع الذي أعيشه ، أين أنا ولأي جنس أنتمي ، أحاول أن أفهم ، وأحاول ان أقبل ما أفهمه..


نعم أنا مسلم وعربي ..
ولكن ما الذي أذهلني وصعقني هكذا ؟؟؟ إنه الواقع الذي أراه أمامي .


وقد استعرضت التاريخ كله فلم أر ذلا ولا هوانا مثلما نحن نعيشه الآن ، و إنما الحقيقة التي لا أرى غيرها ، وبغير خوض في صفحات التاريخ ولا مقارنة بيننا ونحن مستعمرون وبيننا ونحن أحرار _ هل نحن مستعمرون أم أحرار ؟ - فإن الحقيقة أن الدم المسلم يجري في كل مكان وعلى كل أرض ، والمسلمين من مصيبة إلى مصيبة ومن فجيعة إلى فجيعة ...
حتى الشواذ والكلاب الضالة تجرءوا علينا ، ولولا أن الإسلام هو دين الحق والحقيقة الذي يهتدي إليه الإنسان بعقله وفطرته ليجد فيه الهدى والنور والحياة لاستقبح أن يدخل فيه أي إنسان حتى لا ينتمي لهذه الأمة .


عجيب أمر هذه الأمة ..
يريد الله لها العز وهي تهرب منه إلى الذل . أمة دمها رخيص وعرضها مستباح وكلمتها مهانة ولا كرامة لها , أمة انشغلت بالسؤال عن دم البعوضة وهي تهريق دم الحسين .
تلبس قميص المثنى بن حارثة ولكن في يدها حربة بابك الخرم .
سحقت تحت أقدام الشهوات والملذات والتكبر والتجبر والتراخي والأمراض النفسية والفرقة ، حتى تقدم آخرها فصار في أولها وتأخر أولها فصار في آخرها .
أمة يزدري بعضها بعضا ويشتم بعضها بعضا ويعتدي بعضها على بعض .
صار ما بيننا وبين الإسلام بعد ما بين السماء والأرض ، كنا نعلم الناس ونربي الناس ونهدي الناس ..
كنا نصدر للناس العلم والأخلاق صرنا نخرج لهم الفنانين والفنانات والمغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات ..
كنا سادة فصرنا عبيدا .


كم صرفتنا يد كنا نصرفها وبات يملكنا شعب ملكناه

أنا ما رأيت غرورا مع ذل ولا تكبرا مع مهانة إلا في هذه الأمة .
تذبح في الأرض وأنفها في السماء ..
أمة تفتخر بعز مضى ولا ترى الذل الحاضر ، وتقول كما قالت قبيلة باهلة : ( منا قتيبة ابن مسلم لكن مات يرحمه الله ) .
لا وزن لنا على أرض ولا قيمة لنا في مكان ولا وجود لنا في محفل .


ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود

فما الخبر ..
؟؟ وما الذي أدى بهذه الأمة إلى هذه الحال ؟ يذبح العشرات من شعبنا في فلسطين يوميا وتشرب الأرض من دمهم حتى تفيض ولا أحد يتحرك ..
وتهدم البيوت على أصحابها ، ويحرق الناس أحياء في أماكنهم ، ويشرد المئات من العجائز والنساء والأطفال والرضع ولا كلمة ..
ويصرخون ويستغيثون حتى يسمع الحجر والشجر في مشارق الأرض ومغاربها ولا حركة ..
بكت عليهم الدنيا ولم نبك ، سقطت الحيوانات مغشيا عليها من هول ما رأت ، واحترقت أفئدة الطير وتفتت الصخر ألماً ، وخرجت الدواب والهوام يجئرون إلى الله ليرفع عنهم هذا العذاب ونحن نكتب الإيميلات ، ونعقد الندوات ، ونسطر المبادرات، الدار ترفض من بها والأرض تلعن من عليها .
عجيب أمر هذه الأمة ..
مع هذا كله نذهب إلى عدونا نطلب منه الحل ؟ ما هذا ..؟ لقد ملوا منا ومن تصرفاتنا ، حتى صار شارون لايعرف إلا فكرته ولا يسمع إلا صوته ولا يرى في الميدان غيره .
سقط مندوب الأمم المتحدة أمام مذبحة دير ياسين من هول ما رأى وأمام مذبحة جينين قال أحدهم ..
إن ما رايته يفوق الوصف يفوق الوصف . فماذا قلنا ؟ عندئذ قال وزير الخارجية الأمريكي .
إننا مع اليهود ، ونحن هناك من أجلهم ، وسنظل هناك من أجلهم .
ونحن ما لنا نتجه إليهم ليأتوا لنا بحل .
فما أصبح الأمر سراً ..
تكلم الرئيس الأمريكي فقال : إن علاقتنا بإسرائيل علاقة فريدة ولن نسمح لأحد بضربهم .
فأي كائنات نحن ..؟؟

فتذكرت قول الشيخ/ محمد العوضي عندما قال : ليس لنا حتى عندهم حقوق الحيوان .
ما الذي حدث لهذه الأمة ؟ لقد سقطنا عندما سقط الدين فينا ..
سقطنا عندما سقطت الأخلاق لدينا ..
وانهزمنا لأننا أعلنا الحرب على الله ..
وامتلأت القلوب جبنا ونفاقا .
فكيف لهذه الأمة أن تنتصر ؟؟؟ وقامت علينا حثالة من البشر يسوموننا سوء العذاب ، لو يفعل ذلك بنا قوي أو شجاع أو شريف ..
إنما هم أحط وأجبن وأقذر أمة عرفها التاريخ .. إنهم اليهود ..
فهل بعد ذلك ذل ؟؟؟ أهنا أنفسنا ، وأهان بعضنا بعض، صرنا نستجدي الرحمة من عدونا ولم نلجأ إلى الله ..


إذا المرء هان على نفسه كان على غيره أهون .


هل هذه أمة تنتصر ..
؟؟ هم يختارون حاكمهم ونحن لا اختيار لنا .
خرج نتانياهو بأكبر مظاهرة في واشنطن ليدعم موقف شارون ..
فأين من تركوا الوزارات لدينا ؟ متى يتصالح عندنا الحاكم والمحكوم ؟ الراعي والرعية ، متى يأمن الجار جاره ؟ الكل عندهم واحد متصالح مع نفسه ، والواحد فينا اثنان ومتخاصمين .
طالما الظلم والقهر والرشوة والمحسوبية والتعدي على الحقوق واضطهاد الدين وأهله في هذه الأمة ..
والله لن تنتصر أبدا .
أنا لا أقيم الحجة على هذه الأمة لأنني واحد من الصفوة . لا .
فوالله لست كذلك .
فأنا واحد من العامة .
بل أنا واحد من غثاء هذه الأمة .
هنا قالت آيات الأخرس ووفاء إدريس وعندليب وغيرهم ..
لا أمل ..
لا أمل .
هذه أرواحنا ، وتلك أجسادنا نقدمها من أجل هذا الدين .
فأي حياة تلك التي تعيشونها ؟؟

تناثرت أشلاؤنا ونحن الأحياء ، وأنتم تمشون على الأرض موتى .
والله لقد أصيبت رجولتي في مقتل .
يا إيمان حجو ..
أيتها الرضيعة الصغيرة .. ليت كانت القذيفة في رأسي ولا كانت في بطنك الصغير وقلبك الأخضر . أيتها الأم العجوز الثكلى الجائعة العطشى ..
أعتذر إليك ..
أنا آسف والله لو كان بيدي لفديتك .
أيتها الفتاة الطاهرة العفيفة ..
أنا آسف ..
وجهي منك في التراب .
كيف يلمسك ذلك الخنزير ولا أستطيع أن أحميك ..؟ ما قيمة الرجال وقد تركوا للنساء الدفاع عنهم ؟ أي رجولة ندعيها ، وماذا يعني انتماؤنا لهذا الدين ..
؟ إن الذين يخجلون قد ماتوا ، ومن تبقي منهم لا يهابون الموت ، فمتى نخجل ؟؟؟ وهل سيكون مشروعنا القادم الذي تجتمع عليه الأمة هو العودة إلى الله ...
؟؟؟


شارك الخبر

ساهم - قرآن ١