عنوان الفتوى : مواصلة طلب العلم وتعليمه من أعظم الأسباب المعينة على الثبات على الحق
أريد أن أنقل لكم خبرا، ألا وهو أني رجعت إلى أهل السنة والجماعة الذين هم أهل الأثر. كنت شيخا صوفيا، ومن عائلة مشايخ صوفية، وأعمل مدرسا في إحدى جامعاتنا، تخصص لغة. ما جعلني أراجع نفسي هو قولهم في ابن تيمية بهتانا وزورا. فبعد بحثي وقراءة مقالات لأهل السنة والجماعة في شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تبيّن لي بأن ما يقول أعداؤه من مسائل العقيدة والأصول، كلها زور وبهتان، وسوء فهم، اتخذها المبتدعة ذريعة للهجوم والنيل من هذا الشيخ المجدد. ونصيحتي لكل مسلم هي قول الشافعي رحمه الله:"عَليكُم بِأصحابِ الحديثِ؛ فَإنَّهُم أَكثَرُ النَّاسِ صَوابًا " ولذلك الآن في يدي كتاب في تصحيح تلك المفاهيم إن شاء الله، وأقسم بالله العظيم بعد أن هداني الله لمعرفة حقيقة شيخ الإسلام، رأيت في تلك الليلة بأني ذهبت إلى مكة، فرأيت الناس يصلون وفي مقدمتهم إمامهم، فأسرعت إلى الصف الأول لألحق الجماعة، فلحقت الركوع مع الناس، وقد سمعت صوتا يقول لي: فاتتك ركعة واحدة، والحمد لله صليت الجماعة معهم حتى انتهت الصلاة. هذا والله أعلم، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية، والتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام، والتابعون لهم بإحسان، وذلك هو منهج الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، أهل السنة والجماعة، الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: إن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة. رواه أبو داود وحسنه الألباني، وفي رواية: هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي.
وننصحك بدراسة الكتب التي تتضمن منهج السلف في الاعتقاد والسلوك، واجعل لنفسك برنامجا ثابتا تخصص فيه وقتا لتلاوة القرآن مع التدبر، ولمطالعة كتب التفسير، والحديث وشروحه؛ وإذا أشكل عليك خلاف في أمر ما، ولم تتبين الحق فيه، فادع بالدعاء الوارد في صحيح مسلم: اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل؛ فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؛ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
ثم اسأل أهل العلم الثقات عن الراجح في ذلك.
فمواصلة طلب العلم وتعليمه، والدعوة إلى الله تعالى، من أعظم الأسباب المعينة على الثبات على الحق، والاستقامة على الصراط المستقيم. وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10800،16610، 12744،6603.
وأما الصوفية فهم ليسوا سواء. وانظر تفصيل الكلام عنهم في الفتوى رقم: 64723 وما تفرع عنها.
والله أعلم.