عنوان الفتوى : حكم إسقاط الجنين قبل الأربعين يوما

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

يا شيخنا، كانت زوجتي حاملا منذ 3 سنوات، ولم نكن نرغب في الحمل حينها. وفي الأسبوع الأول والثاني من الحمل, قلت لزوجتي أن تشرب القرفة، وأن تقفز في البيت كي لا يتم الحمل. وشربت زوجتي حوالي مرتين أو ثلاث مرات من القرفة، وقفزت على مرحلتين أو ثلاث. وبعد ذلك خشيت أن يكون هذا قتل نفس، فطلبت منها أن لا تفعل, وفعلا توقفت. وعند إتمام الحمل 40 يوما، قامت الطبيبة بفحص زوجتي للتأكد من وجود النبض, ولكن الجنين لم يكن ينبض. فأشارت علينا الطبيبة بلزوم إنزال الجنين خوفا على صحة زوجتي, ولكني طلبت من الطبيبة أن ننتظر أسبوعا عسى أن يحدث النبض. وفعلا انتظرنا ولكن لم يحصل نبض، واضطرت الطبيبة إلى إنزال الجنين. أنا يا شيخنا أخاف أن السبب هو شرب القرفة، والقفز الذي مارسته زوجتي بطلب مني. فبالله ماذا علي أن أفعل؟ هل أنا قاتل؟ كيف أتوب إلى الله؟ بالله أفتوني بارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن عليكما أن تتوبا إلى الله تعالى مما فعلتما من محاولة إسقاط هذه النطفة وإفسادها، لأن الراجح أن المني إذا اشتمل عليه الرحم لا يجوز السعي في إسقاطه، إلا إذا كان في تركه ضررا محققا على الأم.

  قال الدردير في شرحه على خليل: لا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يوماً، وإذا نفخت فيه الروح حرم إجماعاً.

 فأخلصا التوبة إلى الله عز وجل بالندم الصادق، وعدم العزم على العود إلى هذا الفعل مرة أخرى، واستغفراه، فإنه سبحانه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 29785 

وليس عليكما دية ولا كفارة فيما فعلتما، لأن الجنين قبل التخلق لا دية فيه ولا كفارة، وراجع الفتوى رقم: 19113.

وإما إسقاط الأم لهذه النطفة بعد أن صارت لا تنبض، وصار بقاؤها محض ضرر عليها، فهو جائز، بل واجب حفظا للنفس إذا خافت على نفسها منها الهلاك، أو الأذى الشديد.

والله أعلم.