عنوان الفتوى : حكم تبييت النية في صوم التطوع
هل يجوز أن يكون شخص لم ينو الصيام ودخل في النهار، ولكنه وجد نفسه لم يأكل ولم يشرب ولم يفعل ما يفسد الصيام أن يكمل صيامه؟ وهناك من مستدل على ذلك بقول من الرسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه عندما كان يسأل أهل بيته عن الطعام فإذا قيل له إنه لا يوجد شيء يقول صلى الله عليه وسلم نويت الصيام، وهناك من يستدل على أن الأعمال بالنيات، ومن جهه أخرى فهناك شخص يصوم كل يوم خميس فإذا جاء خميس وهو لم يكن يعرف أنه يوم الخميس وأكل وشرب وتذكر في وقت متأخر أن اليوم هو الخميس، فهل يكمل الصيام أم يفطر؟ وفقكم الله لكل الخير وبارك لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لمن لم يحصل منه ما ينافي الصوم من أكل أو شرب أو نحو ذلك إنشاء نية صوم التطوع بعد الفجر، لأن صوم التطوع لا يشترط لصحته تبييت النية من الليل في قول الجمهور، ودليل ذلك سبق بيانه في الفتويين رقم: 127894، ورقم: 5769.
أما صوم الفرض فيشترط لصحته وجود نيته بالليل، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 112808.
وحديث الأعمال بالنيات لا يستدل به على عدم صحة التطوع في الحالة المذكورة، لأن الشخص قد أحدث نية الصوم من ساعته فهي موجودة لكنها غير مبيتة، وعمله صلى الله عليه وسلم دليل واضح في حكم إن شاء نية صوم التطوع نهارا في حال عدم تناول المفطرات.
أما عن الجزء الأخير من السؤال فلا يصح صوم الشخص المذكورفي هذه الحالة ولا يطالب بالإمساك لعدم صحة الصوم كما هو واضح.
والله أعلم.