عنوان الفتوى : الوسائل المفضية لغض البصر وحفظ الفرج
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين وبعد: نحن طلبة ندرس في ماليزيا على حساب المجتمع ولكن تواجهنا مشكله غض البصر كما تعلمون أن ماليزيا يعيش فيها ثلاث جنسيات وهم الماليزيون وهم مسلمون والصينيون والهنود فكيف لنا أن نغض البصر بين هذه الأجناس ولباسهم والعياذ بالله أفيدونا أفادكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنشكر الطلبة المغتربين على حرصهم على دينهم، واغترابهم في طلب العلم للنهوض بأمتهم المنكوبة بالجهل والمرض والفقر.
ونصيحتنا لإخواننا وأبنائنا هي أن يجدوا في الطلب ويستعلوا على كل الشهوات البهيمية الآنية، ويجاهدوا أنفسهم فنحن أمة مجاهدة والله تعالى كتب علينا الجهاد، فإذا لم نستعلِ على شهواتنا وننتصر على أنفسنا فهيهات أن ننتصر على الأعداء المتسلطين.
وأهم ما نستعين به على ذلك أن نستشعر مراقبة الله علينا، وأنه مطلع على سرنا وعلانيتنا وهو الذي أمرنا بغض البصر في محكم كتابه:قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].
كما أن علينا أن نستشعر عظم المهمة التي من أجلها اغتربنا وهي طلب العلم والتحصيل، وقد روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر.
وطلب العلم مهمة نبيلة تسمو بصاحبها عن أن ينزل إلى سفاسف الأمور، سواء كان هذا العلم فرض عين أو فرض كفاية، ولعلكم طلبة هذا النوع من العلم( فرض الكفاية) وقد فضله بعض أهل العلم على فرض العين لأن نفعه متعد، وعليه تقوم بنية المجتمع ونهضة الأمم، ولا شك أنكم تعلمون أن أمتكم اليوم أحوج ما تكون إلى هذه العلوم سواء كانت دينية أو دنيوية.
وأنتم وقود الأمة وطاقتها وقادتها في المستقبل فلا تشغلوا أنفسكم بما لا يرضي الله تعالى، فإن النظرة سهم من سهام إبليس، فغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم، واسعوا لمعالي الأمور، نسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظكم.
والله أعلم.