عنوان الفتوى : التوبة العامة هل تمحو الذنب الذي لا يتذكره العبد وهل فيها نفع للموسوس
اتخذت حلاً لكي أعرض عن الوساوس التي تأتي في ذكريات وأشك أنها كفر، نويت ولله الحمد التوبة من كل ذنب مخرج من الملة أذنبته ـ مع عدم يقيني أنني فعلت عملا مخرجا من الملة ـ سواءً علمته أو لم أعلمه: أقصد تذكرته أم لم أتذكره ـ اتخذت هذه الخطوة كي أعرض عن باقي الوساوس التي قد تأتيني وتذكرني بأفعال فعلتها في الماضي وأبدأ في دائرة الشك، فهل التوبة مع عدم يقيني بأنني عملت عملا مخرجا من الملة عمل صحيح؟ وهل لو تيقنت لاحقًا بأنني عملت عملا مخرجا من الملة فهذه التوبة التي تبتها مع عدم يقيني عندما تبت أنني عملت عملا مخرجا من الملة تكفي ـ بإذن الله ـ أن يغفر الله لي الذنب، لأنني نويت أن أتوب من كل ذنب مخرج من الملة سواءً تذكرته أم لم أتذكره؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوبة فعل حسن، وهي مأمور بها في كل وقت، وأنت لو تبت إلى ربك تعالى توبة عامة نفعتك هذه التوبة بإذن الله ومحت عنك ما تذكره وما لا تذكره من ذنوبك، وسواء تذكرت الذنب بعد هذا أو لا، وسواء كان هذا الذنب كفرا أو ما دونه، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 125373، 132964، 142149، 153197.
فما تريد فعله للتخلص من هذه الوساوس لا بأس به وينفعك ذلك ـ إن شاء الله ـ مع أنك غير محتاج إلى هذا، فإن الأصل أنك لم ترتكب شيئا مما يوجب الردة ـ والحمد لله ـ ومع الشك في حصول ما يوجب الردة فالأصل البقاء على التوحيد، فينبغي ألا تعير هذه الوساوس اهتماما فإنها من كيد الشيطان ومكره يريد بها أن يفسد حياتك ويحول بينك وبين مصالحك، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.