عنوان الفتوى : المرأة إن خرج منها خيط من الدم قبل عادتها فهل تعد حائضا
عندي نوع من الوسوسة في عبادتي وطهارتي، أما عبادتي: فالحمد لله استطعت أن أتغلب على وساوسي فيها، وأما طهارتي: فلم أتمكن منها لدرجة أنني عندما أكون في انتظار الحيض ـ أعزكم الله ـ أفتش تفتيشا عن الدورة هل بدأت أم لا دون انتظار نزولها على ملابسي ـ أكرمكم الله ـ وقبل نزول حيضي في رمضان وجدت خيطا رفيعا جدا من الدم وبعده نزلت إفرازات عادية بيضاء، ومن الغد أو بعده وجدت خيطا رفيعا أيضاً من الدم ـ بالتفتيش أيضاً ـ ومن الغد نزلت دورتي، فهل علي قضاء هذين اليومين أم لا؟ علما بأنني لم أرهما على ملابسي، بل عن طريق بحثي عن دورتي هل بدأت أم لا؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الوسوسة: فإنها من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي تصيب العبد، فعليك أن تجاهدي نفسك للتخلص من هذه الوساوس وذلك بأن تعرضي عنها ولا تلتفتي إلى شيء منها، ولا تفتشي عما تشكين في خروجه من حيض أو غيره، إذ الأصل عدم خروجه، وإنما تعدين حائضا إذا رأيت الدم في ظاهر الفرج، وهو ما يظهر منه عند قعودك لحاجتك، وأما ما كان في باطن الفرج فلا يعد حيضا، وانظري الفتوى رقم: 158777.
فإن كان هذا الخيط الرفيع شيئا حقيقيا ولم يكن مجرد وسوسة وتيقنت أنه خرج إلى الفرج الظاهر فيلزمك والحال هذه قضاء ذينك اليومين، وإلا فلا يلزمك القضاء، وإن شككت هل برز إلى ظاهر الفرج أو لا فالأصل عدم بروزه فلا يلزمك شيء.
والله أعلم.