عنوان الفتوى : مشاهدة أو سماع ما يحوي مخالفة للعقيدة ليس كفرا مخرجا من الملة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

تبت ولله الحمد عن نشر الكفر [ مثل الأفلام التي تحتوي على أفكار مخالفة للعقيدة الإسلامية، والصور التي بها صلبان ] بل إنني ولله الحمد تبت عن مشاهدة الأفلام التي تحتوي على أفكار مخالفة للعقيدة الإسلامية، لكنني قبل فترة حملت فيلم خيال علمي وناديت ابن عمي و أخي لمشاهدته، ولا أعلم هل أنكراه بقلبيهما أم لا؟ هل يجب علي أن أذهب و أخبرهما أنه يجب نكران هذا الأمر ، أم أبني على اليقين و هو أنهما ما زالا مسلمين ولا ألتفت لهذا الأمر؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 125259  و الفتوى رقم: 135734 . أن مجرد مشاهدة أو سماع فيلم أو مسلسل من الأفلام التي تحتوي على أفكار مخالفة للعقيدة معصية يجب إنكارها، ولكنه ليس كفرا مخرجا من الملة يعد صاحبه مرتدا، إلا إن كان المستمع مقرا بما يسمع فيه من الكفر معتقدا إياه أو راضيا به. أما الاستمتاع بذلك أو بغيره من المعاصي عموما فليس كفرا إلا إن استحله صاحبه. 

فهناك  فرق بين حصول الإقرار والرضا وبين عدمه. ولمزيد الإيضاح يمكن مراجعة الفتوى رقم: 131228 .

وبناء عليه فإن هؤلاء ما زالوا مسلمين إن شاء الله، ولكنك أنت أخطأت بدعوتهم لمشاهدة هذا الفيلم إذا كان فيه ما لا يجوز شرعا، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتنصح نفسك أولا وإخوتك ثانيا بالابتعاد عنه، وتبين لهم تحريمه وإنكار ما فيه من المنكر.  فإذا فعلت فإنه لا يضرك بعد ذلك حالهم حتى ولو تابعوه بعد ذلك، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته ولا يضره بقاء أثر ذنبه، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها.

قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا * فقد أتى بما عليه وجبا

وإن بقي فساده كمن رجع * عن بث بدعة عليها يتبع.

والله أعلم.