الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم : 119832، والفتوى رقم : 155941، حكم صلاة من يقرأ (إياك) غير مشددة في الفاتحة ، وحكم الاقتداء به ، لكننا ننبه إلى أن بعض الناس يرى أن تشديد الياء يعني المبالغة في ذلك بحيث تقرب من صوت الجيم المشددة ، وذلك غير صحيح ففي الكامل في القراءات للمؤلف: يوسف بن علي الهُذَلي اليشكري المغربي (المتوفى: 465هـ) : ولا يبالغ في تشديد الياء والراء فيصيرهما جيمًا أو كافًا أو طاء نحو: (إِيَّاكَ) و (الرَّحْمَن)، (وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ) ونحوه، . انتهى وعليه فمادام الإمام يرى أنه يشدد الياء وأنت ترى أنه لا يشددها، فقد يكون الصواب معه نظرا لما ذكر، فإذا كان يأتي بالياء غير مخففة فلا يؤثرعدم مبالغته في التشديد على صحة صلاته ولا على صلاة من اقتدى به ولذلك لا ينبغي هجر المسجد لهذا السبب ، لا سيما إذا كان تخلفك يسبب فتنة أو طعنا في الإمام وفرقة بين الجماعة ، وانظر الفتوى رقم :54830،  مع التنبيه على أن أهل العلم ذكروا. أن التركيز على إخراج الحروف وإهمال الخشوع والحضور في الصلاة من مصائد الشيطان وغروره فلتتنبه لذلك ولتتجنبه ، ولتنظر الفتوى رقم :175441، ويجوز أن تذهب لمسجد آخر ، وإن كانت الصلاة في مسجد الحي أفضل إلا لعارض كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 25905، ولكن لا يشرع لك التخلف عن الجماعة وأنت تستطيع تحصيلها ،أما عن الشق الثاني من السؤال ، فالراجح عندنا هو وجوب قراءة الفاتحة على المأموم فلو ركع الإمام وأنت تقرأ الفاتحة فأتممها ولو رفع  من ركوعه ما لم يسبقك الإمام بثلاثة أركان مقصودة وهذا مذهب الشافعي، وانظر للفائدة الفتويين رقم: 78989، ورقم: 111619 ، أما على مذهب المالكية والحنابلة وغيرهم فإن متابعة الإمام هنا مقدمة على إتمام الفاتحة ، لأن متابعة الإمام واجبة ، وقراءة الفاتحة بالنسبة للمأموم غير واجبة لتحمل الإمام لها  كما سبق بيانه في الفتوى رقم :130352،  وإذا كنت تجد حرجا في إتمام الفاتحة قبل أن يركع الإمام فلك أن تأخذ بالقول الأخير فتركع معه ، ولا حرج عليك في ذلك إن شاء الله تعالى.                                                                                                      

والله أعلم.