عنوان الفتوى : حكم الصلاة في المسجد البعيد عن البيت مع وجود أقرب منه
ما حكم من يذهب إلى مسجد بعيد من منزله بقليل، رغم وجود المنزل بجانب المسجد، ولكن المسجد القريب في صلاة التراويح، صلاته قصيرة والنساء اللواتي في المسجد يحضرن أطفالهم ولا يتيحون للنساء بالخشوع، وقلة النساء ولا يرصون الصفوف، وهذ هو السبب بالانتقال إلى المسجد البعيد مع العلم أن صوته يسمع من منزلنا وشكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على الإنسان إذا صلى في مسجد قريب من داره أو صلى في مسجد بعيد عنه، فالمساجد كلها بيوت الله وكونك تريد الذهاب إلى المسجد الأبعد لكون إمامه يطيل القراءة في صلاة التراويح ولكونك تأمن هناك من جلبة الأطفال الصغار وتشويشهم على المصلين، كل ذلك لا حرج فيه؛ بل هو من المقاصد الحسنة والتي ينضاف إليها زيادة الأجر لكثرة الخطا إلى المسجد الأبعد، ومن المعلوم أن العبد يكتب له ممشاه إلى المسجد ورجوعه منه، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له أو قلت له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء؟ قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قد جمع الله لك ذلك كله " رواه مسلم ، قال النووي في شرح صحيح مسلم: فيه إثبات الثواب في الخطا في الرجوع من الصلاة كما يثبت في الذهاب والله أعلم.