عنوان الفتوى : تنزل منها نقطة دم ثم لا ترى شيئا لمدة ثلاثة أيام ثم يبدأ الحيض
منذ فترة بعد فطام ابني والحيض غير منتظم يأتي بنقطة حمراء فقط ثم يظل لا شئ لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة ثم يبدأ الحيض ماذا أفعل في هذا اليوم أو اليومين أو الثلاثة؟ خصوصا أنه أحيانا في هذه الفترة الصغيرة تنزل نقطة أخرى ثانية وأحيانا لا ينزل شئ إلى أن يبدأ الحيض ، ومتى أحسب أيام حيضتي هي تقريبا 6 أو 7 أيام هل أحسبها منذ أول يوم لنزول الحيض أم منذ بدء الحيض فعلياً؟وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أن العلماء مختلفون في أقل مدة الحيض، فذهب الجمهور إلى أنه يوم وليلة، وهو المفتى به عندنا، وعليه فلا تكونين حائضا إلا إذا تجاوزت مدة ما ترينه من الدم يوما وليلة، وذهب المالكية وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن أقل الحيض لا حد له، وهذا القول أحوط، وانظري الفتوى رقم: 155737.
فإذا علمت هذا فالراجح عندنا أن المرأة إذا رأت الدم في زمن يمكن أن يكون فيه حيضا فإنها تعد حائضا، فإذا رأت الطهر وجب عليها أن تبادر بالاغتسال، والطهر المتخلل للحيضة طهر صحيح، للمرأة فيه جميع أحكام الطاهرات، وانظري الفتوى رقم: 138491 ، ولبيان الزمن الذي يمكن أن يكون ما تراه المرأة فيه من الدم حيضا انظري الفتوى رقم: 118286 ، فعلى القول بأن الحيض لا حد لأقله فإذا رأيت الدم فأنت حائض، فإذا رأيت الطهر بالجفوف بحيث تدخلين القطنة في الموضع فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة فبادري بالاغتسال وصلي وصومي ولك جميع أحكام الطاهرات، فإذا عاودك الدم عدت حائضا ما لم تتجاوز مدة الدمين وما بينهما من نقاء خمسة عشر يوما وهي أكثر مدة الحيض. وعلى قول الجمهور فإنك لا تعدين نفسك حائضا حتى يحصل من مجموع ما ترينه من الدم يوم وليلة. وقول المالكية ومن وافقهم أحوط كما مر.
والله أعلم.
