بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :-

فإن الرعد ليس مسألة شرعية حتى يقال : ما التفسير الشرعي لها، ولكنها ظاهرة كونية ، قدرها الله تعالى في الكون، واكتشاف سببها يكون بالبحث والتنقيب والدراسة والتأمل ، يقول الله تعالى : ” قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ”

وإذا كان قصد السائل بالتفسير الشرعي : تفسيرا للظاهرة واردا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعليه أن يعلم أن القرآن والسنة ليسا كتاب طبيعة ولا فيزياء ولا طب ، ولكنه كتاب هداية للناس، صحيح أن بالقرآن والسنة إشارات كونية وعلمية لظواهر علمية كثيرة ، عرفت بعضها ولم يعرف البعض إلا أن ذلك ليس هو الأصل فيه.

وعلى هذا فإن علماء الكون يقولون : إن البرق يسببه البرد بانتقاله من أسفل إلى أعلى، فتتغير شحناته الكهربائية، ومع انتقال الشحنات الكهربائية وتجمعها يحدث تفريغ، فتحدث شرارة، ويحدث وراءها صوت الرعد بسبب خلخلة الهواء، ومن هنا يحدث الرعد والبرق.

ولهذا قال تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) والضمير في (بَرْقِهِ) يعود إلى البرد، لأنه أقرب مذكور، وقيل إلى السحاب.

والله أعلم .

حرر هذه الفتوى حامد العطار عضو لجنة تحرير الفتوى بالموقع.