عنوان الفتوى : حكم كتابة آيات وأدعية في ورقة ثم غسلها بالماء والاغتسال به للتخلص من السحر
ذهبت أمي بي إلى شيخ ليرقيني رقية شرعية، ولكنه في وسط الأدعية والقرآن وضع يده على رأسي وقال بعدها إنه أحس بالجن يسري تحت يديه في رأسي، وبعدها كتب على يدي: الله الحي القيوم العلي العظيم، و قال لي أن أرفع كلتا يدي وأغمض عيني وأستمع إلى دعائه، فإن اقتربت يداي أو ابتعدتا رغما عني فيكون بي جن أو سحر، ولم يحدث شيء، ونظر بعدها إلى عيني وأخذ يخاطب الجن أن انصرف أو اظهر أو هكذا، ثم قال لي إن فتاة في مثل سني ذهبت إلى ساحر في يوم أربعاء موافق 4 من شهر عربي وسحرت لي وصافحتني فنفذ في السحر... وطلب مني أن آخذ منه ورقة مكتوب عليها آيات والله أعلم، وأضعها في ماء بارد وأن تحممني أمي بهذا الماء في غرفتي ثم يعطيني حجابا به آيات قرآنية وأذكار وأن أحتفظ به دوما. كل هذا لأني لم أقبل بابن خالتي زوجا لي. أجيروني أجاركم الله. ما حكم الطقوس التي قال لي أن أفعلها ؟ وهل الحجاب هذا حلال أم حرام ؟ و أنا لم أصدق ما قال ولكن أمي صدقت فما الحل ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك العافية والشفاء مما تعانين منه، وننصحك بالعلاجات الربانية، ومن أهمها المواظبة على الفرائض والبعد عن المعاصي إضافة إلى المواظبة على الأذكار والتعوذات المأثورة، والدعاء والرقية وعدم الملل من الدعاء وعدم الاستعجال، ولا تتهمي أحداً بالسحر من غير بينة فذلك محرم شرعاً، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 49555.
ويشرع عند الشك في إصابتك بالسحر أن تعملي الرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية تشرع للمصاب وغيره، وقد قدمنا الرقية الشرعية في الفتوى رقم: 80694. فراجعيها وارقي بها نفسك.
ولا بأس بطلب الرقية ممن عرف بتكرر النفع من رقيته، وكان صاحب معتقد سليم واستقامة على السنة، واحذري من مخالطة الدجالين والمشعوذين فلن يغنوا عنكم شيئاً.
ثم إن الأصل هو التحرز من لمس المعالج لجسد المسحورة ما لم تكن هنالك ضرورة ملجئة أو حاجة شديدة إلى اللمس، وما فعله هذا الرجل من ادعاء أنك مصابة بكذا وكذا، وأن صديقة في يوم معين من شهر عربي سحرتك فهذا يعتبر من أعمال المشعوذين والدجالين.
وتجوز عند كثير من أهل العلم كتابة آيات أو أدعية الرقية في ورقة ثم تغسل بماء ويشرب ذلك الماء أو يغتسل به، فقد كان الإمام أحمد رحمه الله يفعله، ونقل خبرا فيه عن ابن عباس، وأيد جوازه النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية، وخالف ابن العربي فقال إنه بدعة، ورأي كثير من العلماء المعاصرين أن الأولى تركه والاستغناء عنه بقراءة القرآن والأدعية لأن هذا هو الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن في تركه سداً للذريعة؛ لأن بعض المشعوذين يدعي أنه لا يكتب إلا القرآن والأدعية ثم يخلط معها بعضاً من أعمال أهل الدجل والشعوذة، وراجعي الفتوى رقم: 33590.
والله أعلم.