عنوان الفتوى : لا حرج في هجر الأقارب سيئي الخلق
لدي أقارب مقاطعتهم لا أذهب لهم إلا في المناسبات والمرض لأنهم يسيئون إلي كثيرا، ونفسيتي تتعب ويطردونني من بيتهم آخر الليل، وأنا فتاة ولديهم أولاد يتعاطون المخدرات، وأنا أخاف على نفسي. فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت فلست قاطعة لهؤلاء الأرحام بل هم القاطعون المسيئون، وما دمت تصلينهم بما تقدرين عليه من غير ضرر يلحقك ، فأنت على خير عظيم –بإذن الله- فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. صحيح مسلم [تسفهم المل : تطعمهم الرماد الحار] ، وانظري الفتوى رقم : 77480.
وننبهك إلى أنّ الشرع لم يحدد لصلة الرحم أسلوباً معيناً أو قدراً محدداً، وإنما المرجع في ذلك إلى العرف واختلاف الظروف، فتحصل الصلة بالزيارة والاتصال والمراسلة والسلام وكل ما يعده العرف صلة، ومن أعظم أنواع الصلة لهؤلاء الأقارب أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ودعوتهم للتوبة والرجوع إلى الله تعالى، فإذا لم يتوبوا إلى الله، فلا حرج عليك في مقاطعتهم وهجرهم، بل قد يجب عليك الهجر إذا تعيّن طريقا لاستصلاحهم، وانظري الفتوى رقم : 14139.
والله أعلم.