أرشيف المقالات

إليكم هديتي (10)

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
إليكم هديتي (10)
 
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده اللذين اصطفى، أمَّا بعدُ:
فإنَّ النَّصيحةَ أيها الكرام سُنةٌ ثابتةٌ من سنن الأنبياء، وسمةٌ بارزةٌ من سمات الحكماء، وهديةٌ راقيةٌ يتبادلها العقلاء، فوائدها كثيرة، ومنافعها غزيرة، والحاجةُ إليها جدُّ كبيرة، ولذا فقد حصرَ النبي صلى الله عليه وسلم الدينَ كلَّه فيها، فقال: "الدينُ النصيحةُ".
 
وجاء فيها الكثيرُ من الأحاديث الصحيحة، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمنُ مِرآةُ أخيه"، و"لَا يُؤْمِنُ أحدُكم، حتَّى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لِنفسِهِ"، و"ما استرعى اللهُ عبدًا رعيةً فلم يُحِطها بنُصحِه، إلا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّة".
 
ولئن كانَ الجميعُ بحاجةٍ ماسةٍ لها، فإن القليلَ من يبذلها، والأقل من يُتقنُها، وأقلُّ القليلِ من يتقبلُها ويُحسِنُ الاستفادةَ منها.
 






وبعدُ يا أحبتي
إليكمُ هديتي


نصائح جمعتها
وبعضها أبدعتها


وبعضها عدَّلتُها
لفكرةٍ فضلتها


وحين كثرُ جمعها
ازدانَ لي توزيعُها


فقسمتها متتبِّعًا
كلَّ ثلاثينَ معا


وبلغ عددُ الأقسام
عشرٌ على التمام


فالله ربي أسأله
بفضله أن يقبله


وأن تكونَ نافعة
قارِئها وسامِعَه


والحمدُ والسَّلام
بدءًا واختتامَا






 
إليكمُ هديتي (الجزءُ العاشر)
271 - من أجمل وأقوى نصائِح السلف: "قُل لمن لا يُخلِصُ لا تُتعِب نفسك"، فتعاهدْ إخلاصك ونيَّتك باستمرار، فإنَّـما الأعمالُ بالنيات، ورُب عملٍ صغيرٍ تُعظِمُه النية، ورُب عملٍ كبيرٍ تُحبِطهُ النيةُ، وفي الحديث القدسي: "مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ".
 
272 - منْ أحسَنَ فيما بينهُ وبينَ الله، أحسَنَ اللهُ فيما بينهُ وبينَ الناس، ومن أصلَحَ سريرتهُ، أصلَحَ اللهُ علانيتهُ، ومنْ عمِلَ لدينه يسَّرَ اللهُ لهُ أمرَ دنياه، ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 197].
 
273 - لتكن أهدافك وغاياتك في منتهى الوضوح، فكلَّما ازدادَ الهدفُ وضوحاً ودقةً، كلَّما اختفت المعوقاتُ والعقبات، والعكسُ بالعكس.
 
274 –






اقبَل أخاكَ على ما كانَ من خُلق
واحفَظ مودتهُ بالغيب ما وصلا


فأطولُ الناسِ غمًّا من يريدُ أخًا
مُتكاملًا لا يرى في فعلِه خللا






 
275 - لاحِظ أنَّ من يتسلق الجبلَ لا يُفكرُ إلا في القمَّة فقط، فركِّز تُنجز، وإياك والتَّشتتَ، فإنَّ المنبتَّ لا أرضًا قطعَ، ولا ظهرًا أبقى.
 
276 - واحدةٌ منْ أجملِ مُكافئاتِ منْ يُساعدُ الآخرين بإخلاصٍ أنْ يكونَ هو أكثرهم استفادةً منْ تلك المساعدات.
 
277 - بالِغ في احْترامِ كُلِّ منْ لهُ حقٌّ عليكَ، وكنْ مُهذَّبًا مع كبارِ السِّنِّ بدرجةِ أكبرَ، وعنْدما تُقابلُ أحدًا منهمْ، اسألهُ عنْ أجملِ ذِكرياتِه.
 
278 - قبلَ أنْ تبدأ أيَّ عملٍ قلْ لنفسك (باهتمام): كيفَ أجعلُ هذا العملَ أفضلَ ما يمكنني، و(بإذن الله) سيكون.
 
279 - بادِرْ بكتابة وصِيَّتك حتى ولوْ لَمْ يكنْ لديك ما يسْتحق أنْ توصِيَ لأجله، فهي سنةٌ عظيمةٌ، وموعظةٌ وذكرى يلحقك أجرها بإذن الله.
 
280 - عندما تواجِهُ مُشكلةً ما، حاول أن تُركزَ على الحلول فقط، وليس على الأسباب ولا على الآثار.
 
281 - أنْ تكـونَ قليلَ العلمِ كثيرَ الأدبِ، خيرٌ مِنْ أن تكونَ كثيرَ العلمِ قليلَ الأدبِ، فالأخلاقُ والأدب قبلَ العلمِ والطلب.
 
282 - الدُّنيا كُلُّها قليلٌ، وما بقيَ منها إلا القليل، ونَصيبُك من باقي قليلها قليلٌ، ولَمْ يبقَ منْ قليلِ نصيبك إلا القليل، فبادِرْ قليلَك قبلَ الرحيلِ.
 
283 - من سنة الحياةِ أنك لنْ تنمو دونَ أنْ تُعاني، ولنْ تتعلَّمَ دونَ أنْ تُخطئَ، ولنْ تنجحَ دونَ أنْ تفشلَ.
 
284 - (ما أحببتَ أنْ يكونَ معكَ في الآخرةِ فقدِّمهُ اليومَ، وما كرِهتَ أنْ يكونَ معكَ في الآخرةِ فاتركهُ اليومَ)؛ سلمة بن دينار.
 
285 - ابدأ أعمالك اليوميةِ بالقيام بأهم ما يجبُ عليك عملُه، واتركْ بقيةَ الأعمالِ لبقية اليومِ، و(أنْجِزْ مهامك) واحدةً، واحدة.
 
286 - لا يكنْ لك همٌّ تحملهُ في الدُّنيا أعظمُ مِنْ أن يُحبك اللهُ؛ لأنَّه إذا أحبَك أدهشَك بعطائه.
 
287 - لا تتردَّد في الاعتذار عن خطئك، فلئن كانَ الاعتذارُ ثقيلًا على نفسك،..
فلا شك أنَّ وَقْعَ الإساءةِ على نفوس الآخرين أثقل.
 
288 - اعلم أنك بميدان سباقٍ، وأنَّ الوقتَ يُنتهب، فإياك والكسل، فما فاتَ فائتٌ إلا من الكسل، ولا نالَ نائلٌ إلا بالجدِّ والعمل.
 
289 - تعوَّدْ أنْ تضعَ كلَّ أداةٍ منْ أدوات مكتبِكَ في مكانٍ مُعينٍ، وكلَّما رأيتَ أداةً منها بعيدةً عن مكانها المعتادِ، أرجعها إلى مكانها.
 
290 - يا عبد الله، صفِّ قلبك من الشوائب، فالمحبةُ لا تنبتُ إلا في قلبٍ طاهر، أما رأيتَ المزارعَ يتخيرُ الأرضَ الطيبةَ، فيحرثها ويسويها، ثم يُسمِّدها ويرويها، ثم يبذرها ويتعاهدها رعايةً وتهذيبًا، فما تلبثُ أن تكونَ جنةً تسرُّ الناظرين.
 
291 - عندما تؤمنُ بأنَّ عملك رسالةٌ، فسيُسهِّلُ عليك هذا بذلَ الجهدِ اللازم، ويجعلُك تستمتعُ بهِ وتبدعُ فيهِ.
 
292 –






لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا
ولا يَنالُ العُلا من قدَّمَ الحذرَا


ولا يُنالُ العُلا إلا بتضحية
ولا يتمُّ المُنى إلا لمن صَبرَا


لا تَحسب المجدَ تمرًا أنت آكلَه
لن تبلغَ المجدَ حتى تَلعَقَ الصبرَا






 
293 - إذا اضطُرِرتَ لمغادرة المطبخِ وكانَ هناك شيءٌ على الموقدِ، وخشيتَ أنْ تنساهُ فيتلفَ، فخُذْ معك مِلعقة، أو فنجانًا فارغًا، وأمسِكه بيدك ليُذكِّرك.
 
294 - احرص على اتِّباعِ السنةِ وتحرِّي هديها، فذلك من أعظم أسبابِ نيلِ محبةِ اللهِ تعالى، تأمَّل: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].
 
295 - جرِّب أن تُغلقَ جوَّالك وجميعَ أجهزةِ اتصالك، واعتزلِ الآخرين، واخلُ بنفسك ولو يومًا واحدًا.
 
296 - إخواني من المعلمين، الرحمةُ من أعظم صفاتِ المعلم، إن لم تكن أعظمها، تأمَّل: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾ [الرحمن: 1-2].
 
297 - عنْدما تكونُ خارجَ المدينةِ، فلا تفوت فرصةَ النَّظرِ إلى النجوم، والاستمتاعِ بمشاهدة تكويناتِها الرائعةِ في الليالي الصافيةِ.
 
298 –






إِذا نطقَ السفيهُ فلا تُجبْهُ
فخيرٌ من إِجابتِه السكوتُ


فإِن كَلَّمْتهُ فَرَّجْتَ عنه
وإِن خليتهُ كَمَدًا يموتُ






 
299 - من الرائع إذا اسْتعرتَ سيَّارةَ صديقِك ألا تُرجعها إلا بعدَ أنْ تملأَ خزَّانها بالوقودِ.
300 - إذا تعودت في كُلِّ مرةٍ أن تؤدي عملك على الوجه الأكملِ، فسَرعانَ ما ستصبحُ مُتميزًا.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢