عنوان الفتوى : لابد من الرجاء مع الخوف حتى لا يقنط العبد من رحمة الله

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعاني من مشكل يعكر شعوري بالاطمئنان والراحة أثناء القيام بالعبادات، فإذا أردت مثلا القيام بالزكاة أشعر أنني لم أفعلها لله تبارك وتعالى، وأحاول أن أقنع نفسي أنها لله وأنها اقتداء بالمصطفى وأنها علي فرض، لكن بدون جدوى، وهذا ليس في الزكاة فقط، بل في كل عباداتي، وفي كل مرة أريد التقرب أكثر للخالق عز وجل، وهذا الإحساس يأتيني مصحوبا بالخوف كذلك لا أدري لماذا؟ بل حتى إن هذا الخوف والقلق أصبحا يعششان في قلبي طوال الوقت، وأشعر دائما أنني بعيدة عن ربي، بل حتى بأنني كفرت به، وهذا يصيبني بالاكتئاب مع أنني تحجبت وأصوم وأصلي النوافل وأقوم وقت السحر لأدعو ربي ولأتقرب منه، وتخليت عن كل شهوات الدنيا وما يعلقني بها والكثير الكثير لكي أرضي ربي، لكن لا أدري لماذا هذا الشعور بعدم الأمان وحلاوة القرب من الله؟ حتى إنني فقدت الشعور والعواطف فلا أحس بأية مشاعر، ولا أتفاعل مع الأحداث كما كنت من قبل، فأنا دائما في جمود عاطفي، زائد الشعور بالقلق والخوف والفزع، أرجوكم ساعدووني فإنني فقدت حتى الإحساس بتحصيل نقاط جيدة في الفصل خصوصا أنني في السادسة عشر من عمري، فأنا أحس بصراع داخلي لا أستطيع حله والتعامل معه، وشكرا، وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخوف من الرياء وحبوط العمل أمر حسن، لكن المبالغة والإسراف فيه حتى يصل إلى حد القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله هو المذموم، فعليك أن تجمعي مع خوفك من الله تعالى حسن الظن به والرجاء لفضله ومثوبته، واعلمي أنه تعالى أرحم بعبده من الأم بولدها، وأن رحمته سبقت غضبه، وأنه لا يضيع أجر المحسنين، فأكثري التفكر في صفات جماله كالرحمة والحلم والبر والرفق واللطف ونحوها من صفاته التي تملأ القلب حبا له ووثوقا به ورجاء لفضله تعالى، وبذا يحصل لك التوازن بين هذين الجناحين اللذين لا بد منهما في طريق السير إلى الله تعالى، وهما الخوف والرجاء، وانظري الفتويين رقم: 133975، ورقم: 117814.

وقد يكون الشيطان تسلط عليك بشيء من الوسوسة يلقيها في قلبك ليبعدك عن ربك تعالى، ويحول بينك وبين ما تفعلينه من الخير، فإياك والوسوسة، احذريها وأعرضي عنها ولا تلتفتي إلى ما يلقيه الشيطان في قلبك منها، واجتهدي في الدعاء بأن يعطيك الله ما تأملين من خير الدنيا والآخرة، فإن الأمور كلها بيده سبحانه.

والله أعلم.