عنوان الفتوى : كن متوازنا في سيرك بين جناحي الخوف والرجاء
بسم الله الرحمن الرحيم أنا الذي أوصيتموني في إحدى الفتاوى بالاكتفاء بقراءة العقيدة الطحاوية وحدها، والحمد لله هذا ما فعلت ولا أزيد عليها شيئا بل اكتفي بها لوحدها بلا زيادة، ثم أشتغل بفضائل الأعمال فقط والحمد لله والآن عقيدتي موافقة لما في الطحاوية، وأؤمن بعلو الله سبحانه وتعالى وأنه على العرش فوق سبع سموات، وأؤمن بكل صفات الله تعالى في الكتاب والسنة، أؤمن بظاهرها كما قال ولا أدخل في شيء منها متأولا أو متوهما بل أؤمن بها كما جاءت كلها مع تفويض حقيقتها إلى الله تعالى ولا يحيطون به علما سبحانه وتعالى، مع الإيمان أن الله ليس كمثله شيء ولا أعتقد فيها الجوارح والأدوات بل هي صفات جاء بها التوقيف فأؤمن بها وأسكت وأنفي عنها التكييف والتجسيم، أما باقي مسائل الاعتقاد فهي كلها موافقة لما في الطحاوية إلا مسألة الإيمان فهو عندي قول وعمل واعتقاد فهذه عقيدتي والحمد لله رب العالمين، لكن الإشكال عندي أني أحيانا أشعر بالخوف وتأتيني وساوس أخشى أن أكون مخالفا السنة مبتدعا والعياذ بالله تعالى، وأخشى أن لا يقبل عملي عند الله تعالى، وأخشى أن يعذبني الله يوم القيامة، وأخشى أن لا يرفع عملي إلى الله ولا يقبله مني والعياذ بالله تعالى فلذلك أقلق وأحزن بشدة، وأخاف سوء العاقبة يوم القيامة وعدم قبول العمل عند الله تعالى. فجزاكم الله خيراً، ماذا أفعل هل يجب علي عدم الالتفات إلى هذه الوساوس والاشتغال بالعمل وحده والاستمرار على ذلك من دون التفات أو تفكير في هذه الوساوس؟ انصحوني جزاكم الله خيراً. ماذا أفعل فأنا أريد دخول الجنة إن شاء الله تعالى وأخاف أن يعاقبني الله تعالى يوم القيامة والعياذ بالله تعالى. انصحوني جزاكم الله خيراً؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يزيدك نوراً وهدى وتمسكاً بما كان عليه سلف الأمة الصالح في العقيدة والدين كله، وأن يحشرنا وإياك معهم. آمين.
وأما شعورك بالخوف من أن تكون مبتدعاً فهذا واضح أنه مجرد وسواس، فعليك بالإعراض والتلهي عنه. وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة على التخلص من الوساوس في الفتوى رقم: 132309 . وما أحيل عليه فيها.
وأما خوفك من سوء العاقبة وعدم قبول الأعمال، فهكذا كان حال السلف الصالح، فإن الإنسان لا يستطيع القطع بمصيره ولا قبول عمله عند الله، لكن لا ينبغي أن يصل بك هذا الشعور إلى القنوط أو أن تفسد عليك حياتك وكن متوازناً في سيرك بين جناحي الخوف والرجاء حتى تلقى الله عز وجل، وانظر للفائدة في ذلك الفتويين: 105728، 70491 . وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.