عنوان الفتوى : الخوف من سوء الخاتمة مع رجاء الرب الكريم
دائما ما يطاردني أني لا أعرف الله عز وجل تمام المعرفة، مع العلم بأني ملتزم شرعيا وأفعل كل ما أستطيع عليه من فعل الخيرات تقربا إلى الله ويطاردني دائما سوء الخاتمة وأن الله غير راض عني وأن جميع صلواتي غير مقبولة، فماذا أفعل لأني على طول الوقت أخاف من سوء الخاتمة؟
خلاصة الفتوى:
مما يزيد في معرفة الله تعالى تدبر القرآن، والنظر بعبرة في مخلوقات الله تعالى، وكذلك مطالعة كتب العقيدة، ومعاني صفاته تعالى من عظمة وكبرياء ورحمة وعفو ومغفرة ونحو ذلك، أما عدم قبول الطاعة وسوء الخاتمة فذلك من الأمور التي كان السلف يخافها، وهو دليل على عدم العجب بالأعمال، لكن لا ينبغي أن يبالغ المرء في ذلك لئلا يصل الأمر إلى حد القنوط، بل ينبغي أن يعمل الطاعات ويرجو قبولها من الله تعالى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المخاوف التي تراها تدل على الخير والبعد عن الرياء والعجب بالأعمال، لكن لا ينبغي المبالغة في ذلك لئلا يصل الأمر إلى حد القنوط، ومما يزيد في معرفة الله تعالى تدبر القرآن، والنظر بعبرة في مخلوقات الله تعالى، وكذلك مطالعة كتب العقيدة، ومعاني صفات الله تعالى من عظمة وكبرياء ورحمة وعفو ومغفرة ونحو ذلك، والمسلم مطالب بعبادة ربه بإخلاص وإتقان ولا يقنط من قبول طاعته، بل يسن له رجاء قبولها، قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: ويسن رجاء قبول الطاعة، والتوبة من المعصية. انتهى.
مع أن عدم قبول الطاعة وسوء الخاتمة من الأمور التي كان السلف الصالح يخافونها، فعن عائشة رضي الله عنه قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ. قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر، ويسرقون؟ قال: لا؛ يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات. رواه الترمذي وابن ماجه.
وقال الحسن البصري: لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها. وقال: المؤمن جمع إحساناً وشفقة (أي خوفاً) والمنافق جمع إساءة وأمناً. ولكن ينبغي أن يكون هناك في المقابل رجاء ورغبة إلى الله في أن يقبل هذا العمل، فالخوف والرجاء للمؤمن كالجناحين للطائر، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 35806.
والله أعلم.