عنوان الفتوى : زوجها على علاقة آثمة بامرأة أجنبية فكيف تتصرف معه ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

لم يمض على زواجي فترة طويلة حتى علمتُ أن زوجي على تواصل مع امرأة أخرى ، إنه يتواصل معها حتى قبل أن يتزوجني ، إن لديه النية في أن يتزوجها ، وقد كذب عليَّ عندما سألته قبل الزواج " هل تنوي الزواج في المستقبل بامرأة أخرى " فقال : إنه لا يفكر في ذلك أبداً ، ولكن ظهر لي أنه غشني وأنه كان يبيِّت النية مسبقاً . إنه يتحدث إليها كثيراً عبر الهاتف والرسائل الإلكترونية ، وكثيراً ما يشكو إليها همومه وأحزانه ويستشيرها ، في حين أنه لا يعيرني أي اهتمام مما جعلني أشعر بجرح غائر وأصبحت أرى أني ارتبطت برجل لا يحبني وأنه فقط استخدمني كمطية مؤقتة ، إن هذا الأمر يشكِّل لي ضغطاً نفسيّاً هائلاً ، وقد مارسه عليَّ أيام حملي ، وللشخص أن يتصور مقدار ما تعانية الحامل من تعب الحمل فكيف إذا أضيف لها ضغط نفسي من هذا النوع ؟! . لقد وعدني أنه لن يتواصل معها من جديد ، ولكني في الحقيقة لم أعد أثق به وبتصرفاته ، أصبحت نظرتي إليه على أنه خائن لا يمكن العيش معه ! فقد جعلني أشعر أنني المرأة الوحيدة في حياته ، في حين أنه يذهب ويتواصل مع تلك من ورائي ! . فكيف أتصرف في هذا الظرف ؟ ما نصيحتكم ؟ وما عقاب رجل كهذا ؟ .

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق


الحمد لله
1. ما يفعله الرجل من إقامة علاقة محرَّمة مع امرأة أجنبية عنه هو خيانة لحق الله قبل أن يكون خيانة للزوجة ، فالمسلم يرتبط بعلاقة عهد وميثاق مع ربِّه تعالى والواجب عليه أن يفي بعهده وأن لا ينقض ميثاقه ، كما أنه ليس هذا ما أُمر به العبد تجاه نِعَم ربِّه تعالى عليه ، فقد أنعم الله سبحانه عليه بصحة وعافية وزوجة وأولاد ، إما جاؤوا ، وإما في الطريق إن شاء الله ، وشكر هذه النعم لا يكون بتصريف تلك الصحة والعافية في علاقات محرَّمة مع امرأة أجنبية ، وشكر نعمة الزوجة والأولاد لا يكون بتضييعهم وتفكيك أواصرهم ، والله تعالى قد وعد الشاكرين بالمزيد من النعَم وتوعد الكافرين للنعَم بالعذاب الشديد كما قال سبحانه ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/ 7 .

2. والذي يظهر من حالك مع زوجكِ أن لك مكانة في قلبه ، ولولا ذلك لسارع إلى إنهاء العلاقة الزوجية بينكما بعد معرفته أنكِ على علم بعلاقته المحرمة مع تلك المرأة الأجنبية ، وهذا مما يجب أن يُستثمر لثنيه عن معصيته وليكفَّ عنها من قبَلك أنتِ ، فنرى أنك تتلطفين معه غاية التلطف ، وأن لا تقصري في عشرته بالمعروف مع التجمل والتزين له ولبس أحسن الثياب وتوفير الجو المريح له في البيت ؛ فقد يكون مفتقداً لذلك كله أو بعضه ، مع النصح والوعظ ، وتخويفه من البقاء على ارتكابه للمحرمات ، وبيان عقوبته عند الله في الآخرة ، أو في الآخرة والدنيا ؛ بل خوفيه من عقاب الله بمثل ذلك الذنب في أهله ؛ فقد يبتلى بالزواج بامرأة ، أو قد يرزق ببنت تفعل مع الرجال ، ما يفعله هو مع النساء ؛ فكيف سيكون حاله ؟!

3. ننصحك أن لا توسعي دائرة من يعرف بفعل زوجك ؛ فالأصل هو الستر على المعاصي المستترة ونحن نريد ما يصلحه لا ما يمكن أن يتخذه ذريعة للبقاء على ما هو عليه من معاصٍ .

4. أشغلي وقته بالنافع المفيد ولا تتركي له وقتاً يخلو فيه لشيطانه أو شيطانته ! وليكن برنامج يومه مليئاً إما بطاعة كصلة رحم أو حضور مجالس علم ، أو ينشغل بما هو مباح نافع من أمور الدنيا كرياضة .

5. أكثري من الدعاء له بالهداية والصلاح ، فنعْمَ السلاح للمؤمن الدعاء ، واجتهدي أن يكون ذلك في آخر الليل وفي السجود .

6. وأخيراً : إذا لم ينفع ما سبق ذِكره لأن يكف عن علاقته المحرَّمة تلك بتلك المرأة الأجنبية عنه فأنت الآن بين خيارين :
الأول : أن تنصحيه بأن يتزوجها على شرع الله تعالى لتخليصه وإياها من الحرام في علاقتهما بشرط أن لا تكون علاقته بها قد وصلت للزنا – والعياذ بالله – لأنه لا يجوز النصح بما هو محرَّم ؛ حيث إن زواجهما لن يكون حلالاً إلا بعد توبتهما .
الثاني : أن تطلبي منه الطلاق ، وليبدأ هذا بالتهديد بطلبه ، فإذا بقي على ذلك ، فلك الحق في أن تتخلصي مما أنت فيه من البلاء بطلب الطلاق ؛ وآخر الدواء الكي ، كما يقال ، ومع ألم هذا الكي ( الطلاق ) ؛ ففيه تخليصك مما أنتِ فيه من قهر وغيظ ، وفيه حفظٌ لكِ ولذريتك من احتمال فتنةٍ بسبب تصرفات زوجك وعلاقته المحرَّمة تلك ، سواء كان الحفظ لكم لدينكم أو لعرضكم أو لصحتكم .
هذا ما يمكن أن نقوله لك في مقام النصيحة ، وعسى الله أن يهدي زوجك وأن يصلح بالَه وحالَه ، ونسأل الله أن يجمع بينكما وهو على استقامة وطاعة .

والله أعلم

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...