أرشيف المقالات

الأمل - خالد روشة

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الأمل كلمة تحتاج إلى دعمٍ واقعي حتى تتحقق، لقد عاشت بين فراغات سطور الروايات وحروف أبيات الشعراء الحالمين، إنهم رددوها كثيرًا حتى صارت لا تعني شيئًا إلا الخيال صعب التحقق!

كلهم يتحدثون عن أملٍ في غدٍ غير مقدور عليه من أحد، وعن تحدٍ لا يملك أحدٌ مقدراته، بل إنهم يتكلمون عن عمرٍ لا يستطيع أحدهم ضمان استمراره ولو لدقائق معدودة!


كلنا يعُمه الضعف، كلنا يحتويه الوهن، كلنا يقعده الفيروس غير المرئي والبكتيريا المُندسة والميكروبات الحقيرة!
أي قوة إذن نمتلكها؟! وأي قدرةٍ نُعَول عليها في آمالنا المزعومة؟ وأي ضمانٍ نستطيع أن نعطيه حتى لأنفسنا حتى نحدثها عن غد مرجو؟!
.
إن الأشياء من حولنا أقوى منا بالفعل، أقوى بمراحل كبيرة، الجماد أقوى، الزمن أقوى، الهم أقوى، المرض أقوى، كل ما يحيط بنا يكاد أن يكون أقوى منا، ياللضعف البالغ الذي نعانيه في كل لحظة!

حتى من نحب، ما نلبث أن نفارقهم، أو نقف عاجزين أمام آلامهم أو محنهم، ويلفنا الصمت المطبق أمام صرخاتهم الجريحة!

إنها الآية الربانية الإيمانية العظمى تنادينا بكل معنى من معاني الحياة، إن الرجاء كله يجب أن يكون مع الله، والأمل كله يجب أن يكون في الله ..
وأنه لا حول ولاقوة إلا بالله ..
هو القوي العزيز وهو الرحيم اللطيف ..

آية لا تبين إلا لمن وثق في الله لا غيره، وأيقن أنه لا طريق إلا اللجوء إليه سبحانه، متجردًا من أثر الأشياء، وذاهلًا عن أثر الأسباب من حوله ..
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢