أرشيف المقالات

رسائل واتس أب (4)

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
رسائل واتس أب (4)

(1)
الحقيقة التي يَنبغي أن يَذكرها الآثِم أنه إن نسي فاستمرَأ بالنسيان إثمه، فإن وراءه الرقيب الذي يُحصي عليه ما قد نسيه؛ يقول تعالى: ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6].
 

(2)
إنَّ الإنسان يَزرع بقوله وعمله الحسنات والسيِّئات، ثم يَحصُد يوم القيامة ما زرع؛ فمَن زرَع خيرًا مِن قول أو عمل، حصد الكرامةَ، ومَن زرع شرًّا من قول أو عمل، حصد غدًا الحسرة والنَّدامةَ؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30].
 
(3)
يوم القيامة الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين؛ حيث يجد كل إنسان طائره في عنقه، ويقرأ بنفسه صحائف أعماله، ويرى بعينه مصيره، وهو اليوم الحق؛ حيث يفصل فيه بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون، وينتهي أمر الباطل إلى جحيم، وينعم المتقون في دار النعيم.
وقد عني القرآن الكريم بعرض مشاهد شتى من ذلك اليوم، وما دام المؤمن على ذُكْرٍ لذلك اليوم، سيتَّخذ منه حافزًا يدفعه إلى الخير، وينأى به عن الضلال، ويُثبِّته على طريق الهداية؛ ولذا نجد في أكثر من آية في كتاب الله دعوة إلى اتقاء ذلك اليوم، وما فيه من أهوال وبلاء، وإذا نسي الإنسان ذلك اليوم، فلم يعمل له حسابه، فنسيانه بادرة إلى الانحراف الذي يَنتهي بالإنسان إلى ضلال، فجزاؤه عند الله إذًا إهمال ووبال؛ لأنه نسي يوم القيامة، فلم يقدم في دنياه عملاً ينفعه، والهوى يَهوي بصاحبه ويُضلُّه، فيُنسيه يوم الجزاء بما يقدم له من شواغل صارفة؛ يقول تعالى في نصح نبيه داود عليه السلام: ﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].

(4)
العمل الصالح هناك ما يُعوِّقه ويُثبِّطه، وهذه المعوقات والمثبِّطات كثيرة؛ كضعف اليقين بالله - عز وجل - والشبهات، والشيطان بما يُوسوسه في قلب الإنسان، واتِّباع الهوى، والجهل، والغفلة، والتقليد في الباطل، والتسويف وحب الدنيا، والصحبة الفاسدة، فكلها تُعيق الإنسان عن الأعمال الصالحة، والغفلة والذهول عن اليوم الآخِر والحساب والجزاء.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢