عنوان الفتوى : الحذر من الناس لا يتعارض مع حسن الظن بهم
فضيلة الشيخ أريد أن أسأل: كيف أميز بين سوء الظن والحذر؟ وإذا شعرت أن شخصا يسخر مني، فهل هذا من سوء الظن أو أن شخصا يحوم أمام بيتي بشكل مريب؟ وما مقدار الدليل الذي يجيز سوء الظن؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حسن الظن بالناس لا يتعارض مع الحذر منهم، فقد أمرنا الله عز وجل بالحذر، وحذرنا من سوء الظن، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات:12}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. متفق عليه.
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله تعالى حرمة منك، ماله ودمه، وأن يظن به إلا خيراً. رواه ابن حبان وغيره.
فلا تجوز إساءة الظن بالمسلم أو اتهامه دون بينة واضحة أو قرينة ظاهرة، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 54310، 15185، 10077، وما أحيل عليه فيها.
ولذلك، فإنه ينبغي للمسلم أن يكون على حذر من كل ما يخافه أو يخشاه، وعليه أن يكون سليم الصدر لين الجانب، وأن يبتعد عن الشكوك والأوهام وسوء الظن بالآخرين، فالمؤمن كيس فطن، يجمع بين حسن الظن والحذر مما يضره، كما قال عمر ـ رضي الله عنه: لست بخبٍ ولا الخب يخدعني.
والخب: هو المخادع، أو الغادر، فلا تكن سيئ الظن ولا مخادعا، واحذر أن يخدعك أو يغدر بك مخادع، وشعور المرء أن شخصا يسخر منه أو يحوم أمام بيته بشكل مريب ليس من سوء الظن في شيء طالما أنه قد وجد شيء من ذلك.
والله أعلم.