أرشيف المقالات

فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ - أحمد كمال قاسم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
سبحان الله العظيم, كنت اصلي ذات يوم, فسمعت هذه الآية
{وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ }  [المؤمنون: ١٨]
{فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿١٩﴾ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ﴿٢٠﴾ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿٢١﴾} [المؤمنون]

فلفت نظري بقوة  {فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ}  , فقلت أن أمر إنزال الماء من السماء - المذكور في آيات كثيرة في القرآن - يبدو وكأنه ليس مقتصرا فقط على هطول الماء العذب من السماء وأن الماء العذب هو اساس الحياة بعكس مياه البحار, ويبدو انه ليس فقط هطول الأمطار من البحار وتكوين المياه الجوفية {فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} , لكن السؤال هو من اين أتى الماء أصلا؟ ان الأرض يفترض أن تكون قد انفصلت عن الشمس , فكيف تكون الماء وكيف - لو كان هناك ماء أصلي - لم يتبخر هذا الماء في بدايات تكوين الأرض؟! ولما لا تكون {فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} بمعنى (في كوكب الأرض) وليس مجرد (في جوف الأرض كمياه جوفية), وهل يمكن فعلا أن يكون الماء قد أتى من الفضاء وأن كوكب الأرض أصلا لا يوجد به ماء؟!
ثم قرأت بعض الأبحاث فوجدت أن هذه هي النظرية الأرجح الآن, أن الماء قد أتى على نوع من الصخور هو 
carbon-rich chondrites
وأنه حتى لو لم تكن هذه الصخور هي المصدر الكلي للماء, فيوجد مصدر آخر وهو أن الحرارة العالية داخل البراكين أدت لتكوين بخار الماء من الهيدروجين والأكسجين الموجودين في تكوين الأرض وهذا البخار صعد فكون سحبا لينزل الماء من السماء لأول مرة فيملأ جزءا من المحيطات, بينما جاء الجزء الآخر من صخور ( carbon-rich chondrites) هطلت تدريجيا من الفضاء الخارجي.
فالعبارة القرآنية غاية في الدقة.
سبحان الله تعالى

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١