عنوان الفتوى : القرآن هو المقدَّم إذا عارضه غيره من الكتب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أرجو منكم إيضاح من هي أم المسيح عيسى عليه السلام حيث كتب في القرآن الكريم في سورة آل عمران آية 35 وسورة التحريم آية 12 بأنها مريم بنت عمران، ومكتوب في الكتاب المقدس سفر العدد إصحاح 26 وآية 59 أن مريم بنت عمران هي أم هرون وموسى عليهما السلام، وأيضا كتب في الإنجيل أن أم المسيح هي مريم العذراء بنت هالي بحسب إنجيل لوقا إصحاح 3 آية 23. فأرجو من حضرتكم أن توضحوا لي هذا الاختلاف الذي ورد في الكتاب المقدس والقرآن الكريم. ولكم مني كل شكر ومحبة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي التذكير أولا بأن القرآن هو كتاب الله تعالى المحفوظ من التحريف والتبديل، لأنه الذي تكفل الله بحفظه، قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}.

وهذا بخلاف الكتب السابقة التي وكل الله حفظها إلى الأحبار فغيروا فيها وبدلوا فنالها التحريف، قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ {المائدة:44}.

أي طلب منهم حفظها فلم يفعلوا فدخلها التبديل، فلا يعارض ما في التوراة والإنجيل بما في القرآن، وقد نص القرآن على أن أم عيسى ـ عليه السلام ـ هي مريم ابنة عمران، قال تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {التحريم:12}.

وقال سبحانه: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ {الأنبياء:91}.

وأما أم موسى وهارون فلم يذكرها القرآن باسمها وإنما أشار إليها، كما في قوله تعالى: وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {القصص:10}.

وقد اختلف في اسمها اختلافا كثيرا، وعلى فرض أن اسمها مريم ابنة عمران فقد يكون ذلك مجرد اتفاق في الأسماء وإلا فما بين موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ وولادة عيسى عليه السلام أكثر من ألف وخمسمائة سنة، وأما كونها ـ أي أم عيسى ـ في بعض الأناجيل اسمها مريم العذراء ابنة هالى فلم نطلع على مثل هذا فيما بين أيدينا من كتب، ولكن مما نعلمه قطعا أن الأناجيل فيها كثير من الأخطاء والتناقضات التي تدل على بطلانها، وأنها لا يمكن أن تكون أصل الكتاب الذي أنزل على عيسى ـ عليه السلام ـ ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 53029، وما أحيل عليه من فتاوى.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
وصف النبوة لعيسى عليه السلام بعد نزوله ثابت
لماذا يضع نبي الله عيسى الجزية بعد نزوله آخر الزمان؟
حياة عيسى عليه السلام
حكم اعتبار عيسى بأنه ابن الله بالمعنى المجازي
رؤية عيسى عليه الصلاة والسلام في المنام ودلالتها
سن عيسى عليه السلام عندما بعث
هل كانت مداواة عيسى عليه السلام للمرضى مشروطة؟
وصف النبوة لعيسى عليه السلام بعد نزوله ثابت
لماذا يضع نبي الله عيسى الجزية بعد نزوله آخر الزمان؟
حياة عيسى عليه السلام
حكم اعتبار عيسى بأنه ابن الله بالمعنى المجازي
رؤية عيسى عليه الصلاة والسلام في المنام ودلالتها
سن عيسى عليه السلام عندما بعث
هل كانت مداواة عيسى عليه السلام للمرضى مشروطة؟