عنوان الفتوى : وصف النبوة لعيسى عليه السلام بعد نزوله ثابت
نؤمن نحن المسلمون أن المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان حكما عدلا يحكم بشريعة خاتم الأنبياء والرسل ـ عليهم الصلاة والسلام جميعا ـ وهذا لا إشكال فيه أبدا، لكنني سمعت من بعض المفسرين أن المسيح ابن مريم عندما ينزل لا يكون نبيا ولا يوحى إليه، بدليل الحديث: إلا أنه لا نبي بعدي ـ وبعضهم قال إن النبوة لا تنزع، لأنها اصطفاء من الله، وعلى هذا فسينزل المسيح وهو نبي ويوحى إليه، بدليل الحديث في صحيح مسلم: يأتي عيسى ابن مريم قوما قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور... وأيضا ذكر في الحديث لفظ نبي الله عيسى وأصحابه أكثر من مرة، وهذا تصريح بكونه نبيا ويوحي الله إليه ويبشر الناس بدرجاتهم في الجنة، فما القول الحق في ذلك؟. الأمر الثاني: قال جلال الدين السيوطي في كتاب نزول المسيح عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ في آخر الزمان: فإن تخيل نفسه أن عيسى عليه السلام ذهب عنه وصف النبوة، فهذا قول يقارب الكفر، لأن النبي لا يذهب عنه وصف النبوة أبدا حتى بعد موته ـ فما رأيكم في قول السيوطي؟. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وصف النبوة لا يذهب عن عيسى ـ عليه السلام ـ بعد نزوله، فقد جاء في صحيح مسلم: فيرغب نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ إلى الله تعالى....
ولكنه لا يأتي بشرع جديد، وإنما يحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء عند مسلم من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأَمَّكم منكم؟! فقلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة: وإمامكم منكم، قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمَّكم منكم؟ قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وأما ما قال السيوطي: فهو صحيح.
والله أعلم.