عنوان الفتوى : رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وفي الجنة وتكليمه لهم سبحانه وتعالى
هل سيكلمنا الله و نسمع صوته يوم القيامة و في الجنة و هل سنرى الله يوم القيامة و في الجنة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضافرت الأدلة على أن المؤمنين يلقون ربهم في الآخرة، وأنهم يرونه في المحشر، ويرونه في الجنة أيضا، وأنه يكلمهم، بكلام مسموع مفهوم لا يحتاج إلى ترجمة يعرفه المخاطب به، كما قال أهل العلم . وانظرالفتوى رقم : 31498، والفتوى رقم : 105263، وفي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبين الله ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئاً قدّامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، في شرح رياض الصالحين: ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. يعني يكلمه الله يوم القيامة بدون مترجم، يكلم الله كل عبد مؤمن فيقرره بذنوبه يقول له: عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فإذا أقر بها وظن أنه قد هلك قال إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فكم من ذنوب علينا سترها الله عز وجل لا يعلمها إلا هو، فإذا كان يوم القيامة أتم علينا النعمة بمغفرتها وعدم العقوبة عليها ولله الحمد . ثم قال فينظر أيمن منه يعني عن يمينه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه أي على يساره فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه قال النبي عليه الصلاة والسلام: فاتقوا النار ولو بشق تمرة. يعني ولو بنصف تمرة أو أقل . ففي هذا الحديث دليل على كلام الله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى يتكلم بكلام مسموع مفهوم لا يحتاج إلى ترجمة يعرفه المخاطب به. انتهى.
ومما يدل على رؤية الله يوم القيامة ما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فو الذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، قال: فيلقى العبد فيقول: أي فُلْ ألم أكرمك, وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، قال: فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. الحديث.
ومن الأدلة على الرؤية في الجنة ما في صحيح مسلم أيضا: عنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ - قَالَ - يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ - قَالَ - فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ .
والله أعلم.