عنوان الفتوى : استغفار إبراهيم لأبيه ودعائه له كان لأسباب
نعلم أن الله نهى نبيه إبراهيم عن الاستغفار لأبيه وهذا في منطلق دعوته، فلماذا راح يدعو له في آخر حياته وراجع الآية الكريمة سورة إبراهيم حيث دعا لوالديه، وشكر الله على الولد مع الانتباه أنه لم يرزق بالولد إلا في آخر حياته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن في الآية عدة أقوالٍ للمفسرين منها: 1. أن الدعاء كان قبل أن يثبت عنده أنهما عدو لله ـ ولا يبعد أن يكون الاستغفار لأمه، لأن الله لم ينهه عن الاستغفار لها بل عن الاستغفار لأبيه. 2. استغفر لهما بشرط أن يسلما. 3. أراد بهما آدم وحواء. حيث قيل إذا قال العبد اغفر لي ولوالديّ وكان أبواه كافرين انصرفت المغفرة إلى آدم وحواء، لأنهما والدا الخلق جميعاً. 4. أراد ولديه، إسماعيل وإسحاق، وقد قرأ كذلك النخعي، ويحيى بن يعمر كما ذكر ذلك عنهما الماورديّ والنحاس. والترتيب القرآني في المصحف بين الآيات لا يدل على الترتيب الزمني فيما سبق فأحيانا يكون الترتيب بالعكس كما قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين…) [الشورى:13]. فقد يمكن أنه دعا لوالديه قبل أن يولد له ، . والله أعلم.