عنوان الفتوى : (السلام) هل يجوز إطلاقه على غير الله
في الأمس كنت أغني لابنتي الصغرى أغنية للأطفال، و في الأغنية مقطع يقول: قولوا يا سلام. و كنت أرددها باستمرار، و لكن فجأة قلت في نفسي لا يجب أن أقول يا سلام لأنه من أسماء الله الحسنى، فقلت اسم ابنتي يا سدن ثم قلت في نفسي بسرعة ما المشكلة أن أردد الأغنية مثل ما هي، فقلت بعدها بسرعة يا سلام، و لكن قلت في نفسي كيف أقول هذا هل وضعت اسم ابنتي مكان اسم الله و جعلتها و العياذ بالله في مكانته أو كأنها و أستغفر الله هي الله. فهل أكون قد كفرت بما دار في نفسي ؟ و لدي سؤال آخر: و أنا الآن و الحمد لله قد قلت عني الوساوس و أخذت أستعيذ بالله منها بسرعة كلما أتتني، و لكن المشكلة أني أحيانا أحاول في نفسي أن أتذكر، و أتذكر بالفعل ما كان يأتيني من وساوس في ما يواجهني من مواقف قد مرت علي من قبل وسوسة بها ثم تكررت معي هذه المواقف الآن مرة أخرى. فهل في محاولة تذكري للوساوس كفر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك بما تحقق عندك من قلة الوسوسة وما وفقك الله له من الاستعاذة منها.
ونفيدك أنه يتعين عليك دائما الإعراض عنها والبعد عن استذكار ما سبق منها، وعدم الاسترسال مع الخواطر الشيطانية في ذلك
وأما خواطرك التي ذكرت فلا شيء فيها .
واعلمي أن لفظة السلام من الألفاظ المشتركة وليست خاصة باسم الله تعالى فهي تطلق على كل خير؛ كما قال الكاساني في "بدائع الصنائع": السلام اسم لكل بر وخير. اهـ.
وهي اسم من أسماء الله تعالى كما في الحديث : إن السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض، فأفشوا السلام بينكم . رواه البخاري في الأدب، وحسنه الألباني.
وهي عنوان للمسلم يحيي به أخاه، ويقصد به الدعاء بالسلامة .
قال ابن حجر في الفتح: قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ: السَّلَام بِمَعْنَى السَّلَامَة كَالْمَقَامِ وَالْمَقَامَة, وَالسَّلَام مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى وُضِعَ الْمَصْدَر مَوْضِع الِاسْم مُبَالَغَة, وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سَالِم مِنْ كُلّ عَيْب وَآفَة وَنَقْص وَفَسَاد, وَمَعْنَى قَوْلنَا: السَّلَام عَلَيْك الدُّعَاء أَيْ سَلِمْت مِنْ الْمَكَارِه, وَقِيلَ مَعْنَاهُ اِسْم السَّلَام عَلَيْك كَأَنَّهُ تَبَرَّكَ عَلَيْهِ بِاسْمِ اللَّه تَعَالَى. اهـ.
وقال النووي: قِيلَ: مَعْنَاهُ التَّعْوِيذ بِاَللَّهِ وَالتَّحْصِين بِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى, فَإِنَّ السَّلَام اِسْم لَهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى، تَقْدِيره: اللَّه عَلَيْكُمْ حَفِيظ وَكَفِيل, كَمَا يُقَال: اللَّه مَعَك أَيْ بِالْحِفْظِ وَالْمَعُونَة وَاللُّطْف. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ السَّلَامَة وَالنَّجَاة لَكُمْ, وَيَكُون مَصْدَرًا كَاللَّذَاذَةِ وَاللَّذَاذ كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى: { فَسَلَام لَك مِنْ أَصْحَاب الْيَمِين }. اهـ. وراجعي للمزيد الفتوى رقم 131113
والله أعلم.