عنوان الفتوى : طريق العفة والتخلص من العادة السرية ومقدمات الزنا
عمري 16 سنة وقبل رمضان بأسبوعين بدأت ممارسة العادة السرية وتوقفت عنها ولكن بعد رمضان قرأت أسئلة عن العادة السرية فزادت شهوتي ولم أستطع التحمل ومارستها 5 مرات إلى حد الآن وأنا الآن محتار في أمري ماذا أفعل لأتخلص منها علما بأنني مارستها طول حياتي 8 مرات رغم أني أعلم أنها حرام وأنا ملتزم أصلي صلواتي في المسجد إضافة إلى أني أسكن وأهلي في بيت عمي ولديهم بنت أخاف أن أتحرش بها، فماذا أفعل يا شيخ؟ وهل أمارسها وأباعد في المدة؟ أم أشاهد الأفلام الإباحية؟ وهل إثم العادة أكثر أم الأفلام والصور؟ وهل هناك دعاء يجعلك تبتعد عنها؟ وهل هناك دعاء يطفئ الشهوة؟ وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة كما دل على ذلك الكتاب والسنة، قال تعالى: والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون {المؤمنون:5ـ7}.
وقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أعض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.
فعليك بالجد والعزم الصادق على التوبة واستعن على ذلك بأن تشغل نفسك ووقتك وطاقتك ببرنامج مفيد يشتمل على علم نافع وعمل مثمر وتسلية ببعض المطالعات في السير وقصص السلف أو ببعض الرياضات المباحة واطمح لأن تحفظ القرآن الكريم وتتفقه في الدين وعليك باستشعار مراقبة الله تعالى وملاحظة أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه يعلم سرك ونجواك، قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الغُيُوبِ {التوبة:78}.
وأما عن الدعاء: فادع الله بالدعاء المأثور: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم.
وبالدعاء المأثور: اللهم طهر قلبي، وحصن فرجي. رواه أحمد.
وبالدعاء المأثور: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي. روه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
وقد سأل أبو بكر فقال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، قلها: إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك. رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
وابذل ما تستطيع من الوسائل في تخفيف الشهوة، فاترك الأطعمة المثيرة للشهوة، وتزوج إن كان ذلك في مقدورك ، وأكثر من صيام النفل، وأما عن بنت العم: فان أمكن زواجها فهو خير لك وإلا فاحرص على البعد عنها ونظرها والخلوة بها، فقد اتفق العلماء على حرمة الخلوة بالأجنبية لصريح النهي عنها، فقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري وغيره.
وقال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...{ النور:30-31}.
وقال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا.{ الإسراء:32}.
وأما نظر الأفلام المشار إليها: فهو محرم كما ذكر الشيخ ابن باز وذكر أنه يدخل في عموم النهي الوارد في قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .
وهي أخطر من الاستمناء، لكونها من الأسباب الداعية إلى تمني الوقوع في الفواحش أو الوقوع فيها وارتكاب العادة السرية وإدمانها مع ما فيها من نظر إلى العورات المحرمة، فيجب البعد عن الأمرين، وراجع الفتويين رقم: 3605،
ورقم: 2036
والله أعلم .