أرشيف المقالات

تفسير: (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ... )

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
تفسير: (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)

♦ الآية: ﴿ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (33).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا آدم أنبئهم بأسمائهم ﴾ أخبرهم بتسمياتهم فسمَّى كلَّ شيءٍ باسمه وألحق كلَّ شيءٍ بجنسه ﴿ فلما أنبأهم بأسمائهم ﴾: أخبرهم بمسمَّياتهم ﴿ قال ﴾ الله تعالى للملائكة: ﴿ ألم أقل لكم ﴾ وهذا استفهامٌ يتضمَّن التَّوبيخ لهم على قولهم: ﴿ أتجعل فيها مَنْ يفسد فيها ﴾ ﴿ إني أعلم غيب السماوات والأرض ﴾ أَيْ: ما غاب فيهما عنكم ﴿ وأعلم ما تبدون ﴾: علانيتكم ﴿ وما كنتم تكتمون ﴾: سرَّكم لا يخفى عليَّ شيءٌ من أموركم.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل":قالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ﴾، أَخْبِرْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَسَمَّى آدَمُ كُلَّ شَيْءٍ بِاسْمِهِ، وَذَكَرَ الْحِكْمَةَ الَّتِي لِأَجْلِهَا خُلِقَ، فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ اللَّهُ تَعَالَى﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ ﴾ يَا مَلَائِكَتِي ﴿ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ﴾، مَا كَانَ مِنْهُمَا وَمَا يَكُونُ، لِأَنَّهُ قَدْ قَالَ لَهُمْ: ﴿ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ﴾.
قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو: (إِنِّيَ)، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَذَلِكَ يفتحون كَلُّ يَاءِ إِضَافَةٍ اسْتَقْبَلَهَا أَلِفٌ قطع مفتوحة إلا أحرفا معدودة، ويفتح نافع وأبو عمرو عند الألف المكسورة أيضًا إلا أحرفًا معدودة، ويفتح نافع عند المضمومة إلا أحرفًا معدودة، والآخرون لا يفتحون إلا في أحرف معدودة، ﴿ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ﴾، قَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: يَعْنِي قَوْلَهُمْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا، ﴿ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾: قَوْلَكُمْ: لَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ خلقا أكرم عليه منّا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ أَنْ إِبْلِيسَ مَرَّ عَلَى جَسَدِ آدَمَ وَهُوَ مُلْقًى بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ لَا رُوحَ فِيهِ، فَقَالَ: لِأَمْرٍ مَا خُلِقَ هَذَا، ثُمَّ دَخَلَ فِي فِيهِ وَخَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ، وَقَالَ: إِنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَاسَكُ لِأَنَّهُ أَجْوَفُ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ فُضِّلَ الله هَذَا عَلَيْكُمْ وَأُمِرْتُمْ بِطَاعَتِهِ مَاذَا تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: نُطِيعُ أَمْرَ رَبِّنَا، فَقَالَ إِبْلِيسُ فِي نَفْسِهِ: وَاللَّهِ لَئِنْ سُلِّطْتُ عَلَيْهِ لَأُهْلِكَنَّهُ وَلَئِنْ سُلِّطَ عَلَيَّ لَأَعْصِيَنَّهُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ﴾ يَعْنِي: مَا تُبْدِيهِ الْمَلَائِكَةُ مِنَ الطَّاعَة،ِ ﴿ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ يَعْنِي إِبْلِيسَ من المعصية.
 
تفسير القرآن الكريم

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢