عنوان الفتوى : خطورة الاستجابة لدواعي الوسوسة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا أتحدث عن بنتي، فمنذ أكثر من ست سنوات أصابها وسواس في خروج الريح وعدد الركعات، وقد شفيت والحمد لله، ولكن بعدها أصابتها أفكار وكلام يأتيها أثناء الصلاة فيه سب وكلام لا يليق، بعدها أصابها وسواس في النجاسة، وأثناء فترة امتحاناتها شعرت أن تخلصها من النجاسة يضيع وقتها فى المذاكرة، فأجلت جميع تطهيرها للنجاسات بعد الامتحانات. وهذا مما زاد الطين بلة لأنها أحست أنها لا تقدر وزاد شكها في انتقال النجاسات، وبعدها أصبحت تحس أن هناك قطرات بول تنزل منها فكانت تمسك فترات طويلة بالحمام لمدة تصل إلى ثلاث ساعات تحس بطرطشة وتستحم بملابسها، ثم جاء الشيء الذي إلى الآن ينغص عليها، فمع وسواس قطرات البول بدأت تذهب لترى ثيابها الداخلية وتشم وتلمس، وإن رأت قطرة ماء تذهب إلى المرحاض، وبعد ذلك بدأت تضجر، فبدأت تفتش فى ثيابها الداخلية فإن وجدت نقطة وضعت يدها في فرجها فإن ومسحت لتشم فإذا شمت شيئا من النجاسة مسحتة ثلاثا فى شيء من الأثاث أو الحوائط، والآن اختلط عليها الأمر أين مسحت؟ فهي كررت هذا الفعل كثيرا جدا وتريد أن تطهر البيت وكل تركيزها بهذا فهي تحس أنها تنجس من حولها، وفي الصلاة أيضا تحس أن أحدا يدفعها للتكلم وتكون خائفة أن تتكلم. فماذا تفعل لو تكلمت فهي إن أحست أنه بإرادتها قطعت الصلاة، وهي تطيل فى الصلاة والوضوء كثيرا وتكرر آيات الفاتحة كثيرا لأنها تحس أنها تنسى كلمات في الآيات أو لا تخرج الحروف صحيحة من الخوف. فماذا أفعل معها؟ وما الخطوات التى تتبعها علما بأنها تذهب لطبيبة نفسية فهي عندها وسواس كثيرة متعلقة بالدين وقلوقة نسألكم الدعاء لها . الآن تحس أن شيئا يحرضها على أن تتكلم أثناء الصلاة و تتحرك أيضا، ومن شدة الخوف تفعل. أريد حلا لكل نوع من أنواع وسواسها أو ردا لو سمحتم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فإذا كنت تقصدين بالكلام الذي يأتيها في الصلاة أنها تتكلم فيها وليس مجرد وسوسة فإن الصلاة تبطل به إن تعمدت، لأن من تكلم في صلاته عامدا بطلت صلاته.

قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن من تكلم في صلاته عامدا، وهو لا يريد إصلاح شيء من أمرها، أن صلاته فاسدة ... اهـ.

وأما إذا كان مجرد وسوسة فإن الصلاة لا تبطل بها, وكذا إن كنت تعني بقولك إنها:  أجلت جميع تطهيرها للنجاسات بعد الامتحانات }. أي أنها كانت تصلي وعليها نجاسة متحققة في بدنها أو ثوبها، أو كانت تصلي بغير وضوء فإن صلاتها باطلة لا تصح أيضا، لأن الطهارة من الخبث شرط في صحة الصلاة, ويجب عليها قضاء تلك الصلاة التي أبطلتها بكلام أو بنجاسة, وإذا كان واقع ابنتك ما ذكرت فلا شك أنه قد بلغ بها الوسواس مبلغا عظيما، وما ذكرته من مكثها في الحمام لثلاث ساعات, وشعورها بالضجر واستثقال العبادة ومسحها لما تجده من أثر رطوبة وغير ذلك هو نتيجة حتمية لاسترسالها مع الوسواس والاستجابة لدواعيه, وننصحك برقيتها الرقية الشرعية والاستمرار في أخذها إلى طبيب نفسي موثوق بدينه, وهذا من التداوي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : .. يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ قَالَ دَوَاءً إِلَّا دَاءً وَاحِدًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ قَالَ الْهَرَمُ. رواه الترمذي.

ويمكنك مراجعة بعض الفتاوى التي فيها نصائح وبيان لكيفية علاج الوسوسة في الطهارة والوسواس القهري وحاولي حمل ابنتك على العمل بما جاء فيها ما استطعت, فانظري الفتوى رقم 3086عن الوسواس القهري ماهيته وعلاجه , والفتوى رقم 162899عن علاج وساوس الطهارة , والفتوى رقم 156089, والفتوى رقم 155105عمن تعاني من الوسوسة في الطهارة و السبيل للتخلص منها .

 والله أعلم .