عنوان الفتوى : الأدلة على كمال الله تعالى المطلق
هل الله عز وجل له الكمال المطلق من جميع الوجوه؟ وما هي الأدلة النقلية والعقلية التي تدل على كمال الله وكمال أسمائه وصفاته؟ وهل الوحدانية وتفرد الله وحده في الأزلية ـ واجب الوجود ـ تعتبر من صفات الكمال؟ وهل لله صورة ويدان ووجه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن لله تعالى الكمال المطلق من جميع الوجوه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مطلع رسالته الأكملية: الكمال ثابت لله، بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب تعالى، يستحقه بنفسه المقدسة، وثبوت ذلك مستلزم نفي نقيضه. اهـ.
ودليل العقل على كمال الله تعالى يعتمد بداهة على قياس الأَوْلى، وهو يدل على ذلك من طريقين:
الأول: طريق الترجيح والتفضيل، وهو أن كل كمال ثبت للمخلوق المحدث المربوب الممكن، فإنه يكون ثابتا للخالق من باب أولى.
والثاني: طريق دلالة الأثر على المؤثر، ويراد بها أن واهب الكمال أحق بالاتصاف به من الموهوب.
ولتفصيل ذلك يمكن الرجوع للرسالة الأكملية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهي ضمن المجلد السادس من مجموع الفتاوى وللاستزادة في هذا الموضع يمكن الرجوع لكتاب منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين للدكتور مصطفى حلمي، في مبحث: إثبات صفات الله تعالى وأفعاله بالأدلة العقلية ـ ورسالة الدكتور سعود بن عبد العزيز العريفي: الأدلة العقلية على أصول الاعتقاد ـ في الفصل الثالث: أدلة الكمال والتنزيه.
ورسالتي: آثار المثل الأعلى، وحقيقة المثل الأعلى ـ للدكتور عيسى بن عبد الله السّعدي.
وكذلك لا ريب أن الوحدانية وكون الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء، من جملة صفات الكمال الثابتة لله تعالى.
أما بخصوص إثبات الصورة والوجه واليدين: فمذهب أهل السنة إثبات ما ثبت وروده في الشرع من الصفات من غير تكييف ولا تشبيه، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 2359 63946 27018.
والله أعلم.