عنوان الفتوى : مسألة تنزيه الله عن الزمان والمكان
* أعلم أن الزمان والمكان مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل، ومفعولهما يسري على المخلوقات مما شاء الله، ولكن لا يسري على الله عز وجل. فهل هذا صحيح؟! * أحيانا يكون أخي في الامتحان مثلا، وأكون نائماً، وأستيقظ بعد انتهاء فترة الامتحان، لكن لم أعلم ماذا حدث في الامتحان. في هذه الحالة هل أدعو الله أن يوفقه، أم أقول الامتحان انتهى ولا فائدة؟! * رجل مات وسمعت له قولا لم يعجبني، فقلت: الله يهدي فلانا، فقالوا: قد مات. هل يجوز دعائي له بالهداية؟ وهل يصله دعائي في لحظة حياته، لعلم الله أني سأدعو له أم كيف يكون الحال؟! أرجو المعذرة في هذه الأسئلة الغربية، لكن منكم يرتجى بفضلِ اللهِ الإفادة. حذاري من الإجابة بغير تثبت.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعصمة في هذا الباب أن يقف المرء على حدود النصوص التشريعية لفظاً ومعنىً، فلا يخوض، ولا يصف الله تعالى إلا بما ورد في الكتاب والسنة، ويتجنب الألفاظ والعبارات الموهمة والمجملة، التي تحتمل حقا وباطلا.
والقاعدة في مثل هذه العبارات والألفاظ أن يستفصل من قائلها، فإن أراد بها معنى صحيحاً، وافقناه على ذلك المعنى الصحيح، ولم نوافقه على استعمال ذلك اللفظ، وإلا فلا، والأولى الإعراض عن هذا اللفظ على كل حال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 120182 وما أحيل عليه فيها. وانظر لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 118323.
ومن ذلك ما ذكره السائل من سريان مفعول الزمان والمكان على الله تعالى وتقدس! فتنزيه الله عز وجل عن المكان يطلق ويراد به معان، بعضها صحيح، وبعضها ليس كذلك، كما سبق لنا بيانه في الفتوى رقم: 356392. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 76111.
وكذلك تنزيهه تعالى عن الزمان، فإن أريد به أن الله سبحانه هو الأول، فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، وأنه خالق الزمان ومقدره ومدبره، والحاكم فيه، فهذا حق.
وإن أريد به نفي الصفات الفعلية الثابتة في الكتاب أو السنة، كمجيئه سبحانه يوم القيامة للفصل بين العباد، وكنزوله سبحانه إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، فهذا باطل، مخالف للنصوص الشرعية، وراجع في ذلك الفتويين: 210316، 124813.
ونعتذر عن جواب بقية الأسئلة، عملا بسياسة الموقع في عدم الجواب إلا على السؤال الأول من الأسئلة المتعددة.
والله أعلم.