عنوان الفتوى : حكم وصف الله تعالى بأنه يشتاق إلى عبده
لقد اطلعت على فتوى على موقعكم تقول: هل يجوز أن نقول إن الله يشتاق لنا؟ ورقم الفتوى: 143747، ولكن لم أجد الجواب الشافي، فمثلا: نقرأ رسائل منتشرة على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي: لا تحزن إن ضاقت بك الدنيا يوما فلربما اشتاق الله لسماع صوتك وأنت تناجيه، وفي الحديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ـ و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإطلاق بعض الألفاظ نحو: إن الله يشتاق ـ لم يثبت وقوعه فيما نعلم في نصوص الشرع، إلا ما ذكره الديلمي في مسنده عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه: يقول الله عز وجل: طال شوق الأبرار إلى لقائي، وأنا إليهم أشد شوقا. وذكره الغزالي في الإحياء، وقال عنه الحافظ العراقي: لم أجد له أصلا إلا أن صاحب الفردوس خرجه من حديث أبي الدرداء ولم يذكر له إسنادا.
وعلى كل حال، فإن باب الإخبار عن الله أوسع من باب إثبات الأسماء والصفات، فلا يشترط في الإخبار أن يكون بألفاظ توقيفية، قال ابن القيم: ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا. اهـ
وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 1289000 وما أحيل عليه فيها من الفتاوى.
والأولى ـ والله أعلم ـ في هذا المجال استعمال الألفاظ التي ثبتت في الشرع.
والله أعلم.