عنوان الفتوى : الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم .. بيان وتفصيل
خطيبنا واحد من الصوفية ـ الله يهديه خطيب في أحد مساجد مدينة دمشق ـ يقول إنه يجوز الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، والذي أعرفه أن هذا شرك أكبر، فكيف يأتي هذا الغبي ويقول إن ذلك جائز؟ فما الحكم بارك الله فيكم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فقد أجمع أهل العلم على أن الصحابة كانوا يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ويتوسلون به في حضرته, والنقول في ذلك كثيرة، كما قال الشيخ وليد السعيدان في رسالة: الإجماع العقدي.
وأما بعد موته صلى الله عليه وسلم: فالاستشفاع به إن كان بمعنى طلب شفاعته في الآخرة فهذا لا بأس به ولكنه يطلب من الله لا منه صلى الله عليه وسلم، وأما إذا كان بمعنى أن يطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله، فهذا من الشرك ـ والعياذ بالله ـ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 53499.
وقد سبق لنا أيضا نقل كلام ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية في تفصيل الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره في الدنيا إلى الله تعالى في الدعاء، وذلك في الفتوى رقم: 154627.
وأما الاستشفاع الذي بمعنى التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد مماته، فانظر أقوال أهل العلم في ذلك في الفتوى رقم: 138103.
وأما بالنسبة للموقف من هذا الإمام وحكم صلاة الجمعة خلفه، فراجعه فيه الفتوى رقم: 109379.
ثم ننبه الأخ السائل على ضرورة تحفظه في منطقه، حتى مع من خالف الحق، فليس المؤمن بالطعان ولا باللعان، ولا بالفاحش البذيء، وقد روى الشيخان عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أناسٌ من اليهود فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، قال: وعليكم، قالت عائشة: قلت: بل عليكم السام والذام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة لا تكوني فاحشة، فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت: وعليكم.
وفي رواية: ففطنت بهم عائشة فسبتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش.
وراجع للفائدة عن ذلك الفتويين رقم: 1300540129825.
والله أعلم.